استطاع أعداء الأمة الاسلامية بث الفرقة والاختلاف بين المسلمين، ولقد أمر الله المسلمين أن يتوحدوا ويكونوا خير أمة (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً).. أنه أمر إلهي عبر وحي السماء.. أمر القرآن الكريم لمن أسلم وجهه لله حنيفاً. لقد بدأ الأعداء يخططون من أول يوم ظهر فيه نور الله وصدع سيدنا محمد عبدالله ورسوله بالحق فكانت قريش ضاقت بهذه الدعوة فطرقت كل الأبواب لوأدها في مهدها، فتارةً تدعي أن باستطاعة فصحاء العرب وأبينائها قول مثل هذا القرآن، بل إن بعض الناس أدعوا النبوة وأعلموا العرب أن الوحي يتنزل عليهم مثل ما يتنزل على محمد وأنموذج الكذابين مسيلمة من اليمامة.. ولما لم يفلح هذا الكذاب كان مشركو قومه من قبل قد تآمروا على قتل النبي الكريم(عليه الصلاة والسلام) ولم يتخل أعداء الأمة المسلمة عن كيدهم للإسلام وبث الفرقة بين المسلمين فتوالت مكايدهم ساعة بالفتنة بينهم وأخرى بالمؤامرات عليهم وتولى كبر هذه المؤامرات منافقو المدينة ثم اليهود الذين حاولوا قتل رسول الله، بأن اعتلى يهودي سطح منزل كان يستظل تحته الرسول الكريم ليرميه بحجر عظيم فأعلم الله رسوله فنجا من القتل، إضافة إلى صنيع اليهودية حين دست السم في طعام رسول الله(عليه الصلاة والسلام). بعد موت النبي الكريم بدأت الفتن تسفر عن وجهها القبيح، ولعل أبرز هذه الفتن هي (الردة) حين ارتد كثير من قبائل العرب في شمال وجنوب وشرق الجزيرة العربية وهكذا بدأت أفكار هدامة تنال من دين الله، ثارة باسم الفرق وأخرى بأسماء أخرى.. ولقد تصدى أبناء الإسلام لهذه الفتن فأوردوها الخزي والعار، غير أن الأعداء لم ييأسوا فظلوا حتى هذا اليوم يمكرون للإسلام ويظاهرون عليه. لم يكن أحد في اليمن كما لم يكن أحد يعلم في كثير من أقطار المسلمين يعلم أن هناك مذهباً سنياً وآخر شيعياً، ولم يكن يسمع مسلم في اليمن خطيب مسجد ينال من صحابي أوينتقص من قدر آل بيت النبوة، غير أن زمناً قريباً بدأت تشيع مثل هذه الصيحات الفاجرة التي تنفذ دعوة أعداء الأمة لتفريق الصفوف وتمزيق الشمل وبث الفرقة وأصبح كثير من الجهلاء خطباء بعض المساجد لتكريس هذه الدعوات مع أن فكرة الإخاء والمودة والمحبة ينبغي أن تكون لها الصدارة بدلاً من إثارة البغضاء والشحناء التي هي دعوة المنافقين وطبيعتهم.