من يتبنى خيار المقاطعة عليه أن يقدم مبرراته ولو بالحد الأدنى من الموضوعية، لكن الغريب أن من يقول بالمقاطعة عندنا من الثوريين لا يقدم أي مبررات، لأنه ببساطة لا يملكها، والتفريط بدماء الشهداء وأهداف الثورة حجة عليهم لا لهم, المهم مخالفة الناس ولو قال الآخرون انتخابات سيقولون هم مقاطعة، ولو قالوا (السوم) سيقولون (الشاجبة). هل نستطيع أن نقول إنها حالة مرضية مثلاً؟.. أما من يقولون بضرورة الانتخابات فلديهم مبرراتهم أهمها أن الانتخابات ستضع حداً للحكم الذي ثُرنا عليه وستحقق الهدف الأول للثورة والذي قدّم الشهداء أرواحهم من أجل تحقيقه وهو الرحيل وتحقيقه بالانتخابات سيفتح الباب واسعاً أمام استمرار الثورة لإكمال بقية أهدافها وبناء الدولة المدنية مثل مصر وتونس وكل الشعوب الثائرة. والثورات الشعبية التي تحقق أهدافها بالتدرج «حبه حبه» مثل أكل العنب، حتى نتجنب الموت بالاختناق الثوري، ثم إنه لا بديل أمامنا أقل تكلفة ونحن يهمنا التكلفة وقد دفعنا الكثير وهذا هو الخيار المتاح والأكثر أماناً، فهل من الثورية أن نترك هذا الخيار الذي باليد ونتجه إلى المجهول ونفرط بدماء الشهداء، فقط لأننا ثوريون (مزبطين) نريد أن نثور من أجل الثورة والثورة فقط؟. نريد مبرراً واحداً مفهوماً للمقاطعة فنحن لا نفهم المقاطعة في هذه الظروف إلا أنها جناية على الثورة وتعريض البلاد للمخاطر كما أنها لا تخدم إلا الفوضى ومن يريد للبلاد (الصوملة) وأخواتها مع ثقتنا بأن الجميع ثوريون لكن النية الحسنة وحدها لا تكفي هنا؟؟.