ورحل أخيراً الرئيس علي عبدالله صالح بعد أن حكمنا ثلاثة عقود ونيف، رحل بخيره وشره وإيجابياته وسلبياته وحسناته وسيئاته ومحاسنه ومساوئه ومكره ودهائه وكيده وتآمره بعد شق الأنفس بل وبعد أن بلغت الروح الحلقوم, وظهر أثناء تسليمه السلطة لخلفه/عبدربه منصور هادي بمظهر ذليل يليق به ووقف وقفة لايحسد عليها وكان صوته أثناء إلقاء كلمته محشرجاً, شاهدت بأم عيني في القنوات الفضائية هذا المنظر والمشهد وتذكرت قول الله تعالى جلّت قدرته وأحكمت آياته«قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيءٍ قدير” آل عمران:26. إيه وربي نزعٌ يتبعه ذلة, وإن كان هناك من فضل في ذلك فالفضل لله أولاً, ولصقر المؤتمر الشعبي العام/سلطان البركاني ثانياً صاحب فكرة ورواية«قلع العداد» بعد محاولة تصفيره وثالثاً/للثورة الشبابية الشعبية السلمية التي عمّت أرجاء اليمن من أقصاه إلى أقصاه وعجّت بها ساحات وميادين الحرية والتغيير بعد التآمرات والمؤامرات والمحاولات الآثمة المستمرة والمتكررة لزرع وخلق بذور الخلافات والاختلافات والانشقاقات بين الشباب واستخدام بلاطجة النظام والقوة المفرطة لسفك وقتل الثوار والثائرات بل وإحراق ساحات الحرية بمن فيها وكل هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع أمام صمود وصبر ونضج الشباب ووعيهم ووحدتهم وتماسكهم وإصرارهم على تحقيق غايتهم ووصولهم إلى أهدافهم الثورية وفي مقدمتها إزاحة ورحيل رأس النظام الذي توّج بالاستفتاء العام يوم الحادي والعشرين من فبراير للرئيس التوافقي وبعد ذلك قسمه اليمين الدستورية في مجلس النواب وأخيراً حفل الاستقبال الذي أقيم مؤخراً في دار الرئاسة له وقيامه بتوديع سلفه السابق!! - من الحكمة ألا نلتفت للخلف والوراء ونجتر آلام الماضي البغيض, وإنما علينا أن ننظر إلى المستقبل المأمول والمنشود وكيف نصوغه بقلوب واعية ونفوس راضية وعقول راسخة. - صدق من قال: أضيع الأمم أمة يختلف أبناؤها فكيف بمن يختلفون حتى في كيف يختلفون. عضو الأمانة العامة للحركة الديمقراطية للتغيير والبناء [email protected]