مضت أربع سنوات منذ كارثة الأمطار والسيول التي شهدتها محافظة حضرموت خلال أيام (21 23) أكتوبر 2008م راح ضحيتها ما يزيد عن (54) شخصاً وعدد آخر من المفقودين، وخسائر مادية هائلة. مرّت أربع سنوات عجاف والحال على ما هو عليه، المواطن المسكين في ساحل حضرموت وعاصمة المحافظة المكلا يستجدي القائمين على صندوق الإعمار بصرف التعويضات المقرة له دون حياة لمن تنادي إلا للبعض الذين تم صرف تعويضات لهم بطرق ملتوية وبمحسوبية مقيتة وبوساطة لعينة والقائمين على هذا الصندوق في بروجهم العاجية يستلمون بالدولار وكل تأخير في إنهاء هذه الأزمة التي جاءت بها الكارثة تصب في صالحهم مادام الصرف بالدولار مستمراً، احتج بعض المواطنين وتظاهروا أمام ما يسمى مجازاً بصندوق الإعمار بمدينة المكلا لسوء إدارة الصندوق وتعنّت وتسويف القائمين عليه لقضاياهم ومطالبهم العادلة ولم يتقدم الصندوق خطوة واحدة في معالجة قضايا المواطنين العادلة والذين باتوا يشكون منها في كل حين. مرّت أربع سنوات عجاف والجسور بمنطقة (حلة) مهدمة وهي المؤدية إلى مديرية بروم وميفع في الطريق إلى محافظة عدن، بينما أجزاء كبيرة من الطريق مهدمة بشارع الستين المؤدي إلى منطقة فوه إحدى ضواحي مدينة المكلا (الطريق البحري) منذ أربع سنوات مضت ولا حياة لمن تنادي. ويستمر مسلسل العبث بحضرموت أبطالها مهندسون (للأسف) فقدوا إنسانيتهم، وباعوا ضمائرهم للشيطان فلايزالون يصرفون أراضي على منازل السيول، وخططوا وصرفوا في بطون الأودية غير عابئين بتلك السيول المعروفة بمدينة المكلا وهي سيول ثلاثة تأتي من أشهر ثلاثة أودية بمدينة المكلا، السيول الأولى المعروفة بسيول (وادي سقم) والثانية السيول القادمة من (وادي السدد) والسيول الثالثة القادمة من (وادي الغليلة) حيث تجتمع وتلتقي في (سائلة العيقة) التي تحول جانب كبير منها إلى (خور المكلا)، تلتقي هذه السيول الضخمة لتشكل سيلاً واحداً عرمرماً يجرف كل شيء أمامه دون رحمة. مرّت أربع سنوات من كارثة الأمطار والسيول ومسببات الكارثة لاتزال قائمة، فلاتزال تلك الجسور التي بنبت على عجل أثناء احتفالات حضرموت بالعيد الوطني الخامس عشر كالجسر الصغير الذي بني بجوار (جولة الكتاب) والجسر الآخر الذي تم إنشاؤه بجوار (ملعب الفقيد بارادم) كجسر مؤقت حتى يتم بناء جسر معلق، لايزال هذان الجسران قائمين حتى الآن دون القيام بأية تحسينات على فتحات الجسرين لمرور مياه الأمطار والسيول، فقد تحول هذان الجسران في الكارثة الماضية عام 2008م إلى سدين منيعين أمام السيول الكبيرة القادمة من منطقة سقم والغليلة بديس المكلا، الأمر الذي أدى إلى اصطدام مياه السيول بهذين الجسرين وانسداد الفتحات الضيقة والصغيرة لهما بالأشجار ومخلفات السيول فعادت مياه السيول والأمطار بقوة إلى منازل المواطنين بمنطقتي الغليلة والشفاء وتسببت في تدمير بعض المنازل وكاد الأمر يودي بحياة عشرات الأفراد لولا لطف الله وتصرف الأهالي بإخراج النساء والأطفال وكبار السن من نوافذ المنازل في ليلة حالكة السواد ظلماء بسبب انقطاع التيار الكهربائي فضلاً عن أضرار بليغة بمسجد (عقيل بن أبي طالب) وتهدم وإزالة الأسفلت المؤدي إلى هذه المنطقة (بجول الشفاء) والذي إلى الآن لم يتم إصلاحه منذ أربع سنوات مضت. إن مدينة المكلا ستواجه كارثة أخرى لا سمح الله مع اقتراب موسم الأمطار إذا لم يقم صندوق الإعمار بالدور المنوط به وإصلاح الخلل الكامن في بعض الطرقات والأخطاء الهندسية المميتة في الجسور التي تحولت بقدرة قادر إلى سدود منيعة لصد مياه الأمطار والسيول، واتخاذ إجراءات صارمة لمن يقومون بالبناء العشوائي أو البناء في مصبات السيول والأودية وسرعة إصلاح الجسور المهدمة والطرقات بشارع الستين بالمكلا. أمام صندوق الإعمار الكثير من المهام أولها مناقشة نشاط الصندوق والإخفاقات والصعوبات التي تواجهه واحتياجاته وسرعة اتخاذ إجراءات لتعويض المتضررين في (الكشوفات الملحقة) التي انتظرها المتضررون طويلاً لصرفها دون جدوى، والبحث عن موارد إضافية جديدة للصندوق لاستكمال مشاريعه المتعثرة للحد من الكوارث.. والله من وراء القصد. [email protected]