أن تكون تعز ساحة ومكان حراك سياسي وثوري فهذا أمر بديهي ومتوقع ومقبول قبل أن يحدث. وأن تكون تعز نقطة انطلاق شرارة الثورات والأحزاب والمنظمات أيضاً هذا ممكن. وأن تكون تعز حلبة أو مكاناً أو ملعباً لصراع ومباحثات الساسة كذلك ممكن. حتى ممكن أن تكون تعز أيضاً محضن وغرفة عمليات للتخطيط لأعمال ثورية وسياسية حالية أو مستقبلية.. ممكن يحدث مثل هذه الأعمال في تعز. وليس غريباً حدوث مثل هذه الأفعال والأعمال في تعز فقد سبق ولاتزال تصنع الساسة والسياسة والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى. ولكن الغريب أن تحدث في تعز أعمال غريبة ومدانة ومسيئة لم تكن متوقعة ولا حتى مجرد التفكير فيها أن تحدث مازال الكثيرون لم يصدقوا أنها حدثت أو تحدث في مدينة مثل تعز ومثل هذه الأعمال المرفوضة، ما حدث خلال الأيام الماضية من أعمال قتل واغتيال وغدر أو محاولة خلق الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار في المدينة. وكذلك انتشار المظاهر المسلحة والتجول به في شوارع المدينة حتى وصل الأمر إلى إطلاق تصريحات وكتابات تؤكد أن تعز تعيش في واقع وحالة انفلات أمني واضح للعيان. ترى لماذا هذا يحدث؟ وما الذنب الذي اقترفته تعز؟ وهل هو جزاء وعقاب حكم عليها هذا؟ وما هي المشكلة أو الجريمة التي ارتكبتها؟ حتى ولو كانت تعز قد ارتكبت جريمة وتم الحكم فيها أليس من العدل أن يحق لها تبرئة نفسها من الجرم الذي زعم أنها ارتكبته أليس لها الحق في أن تنصب محامياً للدفاع عنها, أم أنه حكم غير قابل للنقض ينفذ دون أي اعتراض أو نقض وكأنه أشبه بقرارات مجلس الأمن الصادرة تحت البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة. إنني على يقين ومؤمن بأن هناك من يقف وراء إقامة وتنفيذ مثل هذه الأفعال المسيئة والمدانة قولاً وعملاً من كل أبناء الحالمة تعز وأنا واحد منهم, فلو تم عمل استبيان لمعرفة رأي جميع أبناء المحافظة بدون استثناء حول هذه الأفعال لكانت النتيجة معروفة رفضها مسبقاً بنسبة %99٫9 نتيجة معروفة مسبقاً وسلفاً, كيف لا وهو الواقع والوضع الطبيعي لمدينة مثل تعز والتاريخ مليء بالأمثلة تؤكد ذلك. إذاً كيف تحدث مثل هذه الأعمال والكل يرفضها ويدينها وهنا يكون مربط الفرس وبيت القصيد. بالتأكيد من يقومون بالأعمال والأفعال المرفوضة والغريبة ولنقل الدخيلة على تعز يهدفون إلى أن تكون في صورة ووضع على غير عادتها المعروفة يريدون أن يتحول القلم إلى سلاح ناري لنشر القتل والخراب وتحويل المدينة من مدينة تنشر العلم والثقافة وتنادي بالأمن والسلام إلى مدينة تنشر الفوضى. يريدون أن يحمل أبناؤها السلاح بدلاً من القلم الذي تفخر وتعتز به كشعار، وهذا للأسف الشديد ما يقوم به بعض أبنائها والذين أضن أنهم أجبروا على حمل السلاح مكرهين لا محبين. ولكن هيهات هيهات، فتعز عصية وستضل كما هي معروفة بمدينة العلم والثقافة تنشر الخير والسلام والطمأنينة، وستنعم مدينة تعز بالأمن والاستقرار وستعود إلى سابق عهدها كمدينة ثقافية ومركز إشعاع حضاري كما هي معروفة. ما يحدث وحدث في تعز بلا شك سيكشف المستقبل الخبايا والأسرار حتى لو كانت في أطراف الأرض أو في أدنى البحار، وستبقى تعز عاصمة ثقافة اليمن الموحد، وستبقى كما عرفت محطة هامة لحضارة قديمة تداولتها مدائن عديدة على مر السنين والعصور وكانت ومازالت منطقة استيطان حضري تعود جذورها إلى ما قبل الميلاد. ولقد كتب وقيل عنها لما تمتلك من المقومات والمميزات التاريخية العريقة التي حباها المولى عزّ وجل بها والتي تؤهلها لأن تحتل مكانة الصدارة والريادة في مختلف المجالات، فموقعها يتوسط الوطن ومناخها معتدل طيلة أيام السنة، وكسا الله أرضها وجبالها بالخضرة وأكرمها بالمطر وأنعم عليها بشواطئ ذهبية ساحرة. وسيعمل أبناؤها كعادتهم على استمرار الحراك الثقافي والسياسي والعلمي كما اعتادت عليه والذي بدونه ستكون مثلها مثل السمك عندما يخرج من البحر.. ومن يحب تعز تحبه تعز وأهلها هم تعز.