نختتم اليوم ترجمة نص البروفسور المستشرق الروماني «دوميتري كيكان» والذي يستند فيه إلى مقولة للمفكر التونسي الطاهر لبيب، ثم يواصل الختام بنص حول وحدة الأديان السماوية، فلنقرأ بواسع النظر مايقوله : «وختاماً لهذه المقالة نسجل كلام المفكر التونسي الطاهر لبيب حول البحث عن الذات والهوية والنظرة المتبادلة بين الطرفين الغربي و الإسلامي حيث يقول:«ليس البحث عن الذات عبر اختراع الآخر أوبناء صورة عنه أمراً خاصاً بثقافة دون أخرى، لكن اللافت للانتباه بخصوص الثقافة العربية أنها لا تتحمل بسهولة نظرة الآخر إليها...ليست مسألة النظرة إلى الذات – والعرب من أقسى من جلدوا ذواتهم - ولكنها مسألة تقاطع بين نظرتين. صحيح أن الغرب اخترع شرقه ولكنه صحيح كذلك أن الشرق اخترع غربه. الشرق يشتكي من “ تشويه” الغرب لصورته، لكنه لاينتبه إلى أن صورة الغرب يمكن أن لا تكون أقل تشويهاً في مخياله وخطابه». ملحوظة إلى القارىء العزيز: تمت كتابة هذه السطور يومي ال 25 – 26 كانون الأول 2008. أي في اليوم الأول والثاني لعيد ميلاد سيدنا المسيح ابن مريم عليه السلام، وهي رسالة من مستشرق أوروبي أورثوذوكسي، عاش كل حياته في ظل النظام الشيوعي في وطنه رومانيا. «هذه كلمات إلى القراء العرب المسلمين فتحية ود، وكل عام ونحن جميعاً إخوة في الإيمان بالله الواحد». تعمّدتُ ترجمة النص الكامل لمقال البروفسور الروماني «ديمتري كيكان» لأنه يتضمن إشارات دالة حول ثنائية (العرب _الغرب) من جهة و(الإسلام _ أوروبا) بالمعنى الواسع للكلمة، كما يتّسم هذا الجدل بأهمية خاصة في ظل التجاذب الحاد بين «الإسلاميين» وفرقاء الساحة السياسية العربية، في نموذجها الأقصى والأكثر حدة متمثلاً في الحالة المصرية قبيل الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل . [email protected]