على طريقة الألغاز التي كانت تزخر بها مجلة ماجد..من هو؟ يمني الجنسية ولد في السعودية، وجاهد في أفغانستان ضد الشيوعية الكافرة، ثم في اليمن في صيف 1994م، جاهد أيضاً ضد الشيوعيين الداعين إلى الانفصال في ذلك الوقت، عُيّن بعدها من قبل الحكومة السابقة في مجلس الشورى، وبعد فترة استبعد فأصيب بما يشبه الصدمة العاطفية، قام على إثرها برفع العلم الأمريكي في باحة منزله، ثم دعا إلى الحراك الجنوبي الداعي إلى الانفصال، وأخيراً صار قائداً لجماعة أنصار الشريعة، وصار القتل عنده غاية، يمكن أن نطلق عليه الرجل الزئبقي، هل عرفتم من هو؟.. على الرغم أنه بلغ من العمر عتيا إلا أنه ما يزال يجهل ما الذي يريده، والى أين يرغب أن يصل، هذا الرجل المتواجد على كل ثغرة هدم في هذا الوطن، طارق الفضلي السلفي المدافع عن حياض الإسلام تارة، الحراكي الداعي إلى تمزيق أواصر وطن لطالما صبر على سوء تصرفاته ومراهقته التي لم تنته، القاتل الذي يشرعن لقتل الأبرياء وإقلاق أمنهم، مخالفاً بذلك كل تعاليم الدين الإسلامي الذي يدعي زوراً انتماؤه إليه، إنه فعلاً بحاجة إلى جلسات نفسية مكثفة تخلق منه إنساناً سوياً، قادراً على الموازنة بين المصالح والمفاسد، قادراً على معرفة متى يجب أن «يمسك بريك» ومتى يجب أن «يفحط» باختصار هذا ما يحتاجه هذا الرجل الإنفصامي الشخصية. أشفق كثيراً على زوجته وأتخيلها يوم يكون زوجها سلفياً لابد أن ترتدي الجلباب وتأوي إلى زاوية غرفتها تصلي وتبكي من خشية الله، ويوم يكون زوجها اشتراكياً انفصالياً من حقها أن ترتاد البحر وتضع ثيابها لتمارس رياضة السباحة بحرية مطلقة.. بشكل عام يبدو الداعون إلى الانفصال وخلق جو من الشغب وعدم الاستقرار في البلد يتشابهون في أمور كثيرة، ويعانون من غباء يبدو وراثياً، أضف إلى ذلك مرض حب الظهور والعظمة، وانفصام الشخصية وإن كان على حساب هذا الشعب المسكين، هذا علي سالم البيض الذي رأيته على شاشة قناة عدن لايف الانفصالية، مازال يعتقد أنه رئيس من حقه أن يتحدث باسم الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية، فنجد تحت صورته مكتوباً الرئيس علي سالم البيض، وهو في المقابل يصدق نفسه وينفعل وهو يقول لابد أن نناضل من أجل استعادة دولة الجنوب وعاصمتها القدس الشريف- مثلاً- ثم ينادي كزعيم عاد منتصراً من معركة فاصلة يا أبناء الجنوب ناضلوا من أجل استعادة دولتكم، على الرغم أن العائد إلى التاريخ لا يجد فيه ما يسمى دولة جنوب أو شعب جنوب، ولكن هذا الرجل مازال يصر على ذلك ودافعه كما لا يخفى على الجميع الانتقام، فلو كان شعب الجنوب كما يطلق عليه يهمه لما تركه في تلك الأيام، ولما تجرأ ونهب ممتلكات الجنوب وبحث عن وطن آخر، يعيش فيه حياة البذخ، صراحة «فاسدين» مثل علي صالح و الإ فلا رغم سمعته السيئة الإ أنه ما يزال مصراً أن لا يغادر وطنه على الرغم أنه يدرك أن القاتل يقتل ولو بعد حين. صار هذا الوطن ملغوماً بالفاسدين والعبثيين ولكثرتهم لم نعد نستطع أن نميز بين الفاسد والصالح، بالأمس القريب تم القبض على أحد الضباط الكبار بتهمة دعم جماعة أنصار الشريعة بالأسلحة، وحدث مثل هذا كثيرا في الحرب ضد الحوثيين، ألا تصبح الأمور أكثر ضبابية، ونصير نحن اقل ثقة بكل هؤلاء القيادات التي تتحدث عن إنزال خسائر بالمتمردين على كثرتهم واختلاف مشاربهم ودعواتهم؟ حدثتني صديقة أكاديمية من مدينة أبين منطقة لودر تحديداً، أن قوات مكافحة الشغب التي أرسلت إلى هناك كانت تقول للمواطنين إنها غير مأمورة بالتدخل «يا سعم إنهم الناقة القصوى»، إن كنتم غير مأمورين فما الذي أتى بكم إلى هنا؟ هل من أجل التقاط صور للذكرى؟ يفتقد الكثيرون في هذا البلد إلى الحس الوطني والشعور بأن هذا البلد هو مسئولية الجميع على اختلاف توجهاتهم السياسية والفكرية، وعلى اختلاف وظائفهم ومستوياتهم المعيشية. يبدو أني صرت أنظِّر كثيراً حتى أني تخيلت نفسي الرئيس علي سالم البيض. لا بأس ولكني بالفعل أحلم بوطن خالٍ من أمثال الفضلي والحوثي والبيض، وقناة عدن لايف المملة؟. [email protected]