ازدادت مشكلة المياه في تعز - خلال الأشهر القليلة الماضية - تعقيداً، وازدادت معها شكوى المواطنين في بعض أحياء المدينة دون الأحياء الأخرى، رغم أن الآبار التي يتم ضخ المياه منها واحدة، ولا توجد آبار مخصصة لأحياء دون الأخرى.. هذه الإشكالات وشكاوى المواطنين سببها توقف آبار الحيمة عن ضخ المياه، وهي الآبار التي يتم منها ضخ حوالي 4000 متر مكعب يومياً. فيما الآبار الأخرى المتواجدة في الحوجلة والضباب ووادي جديد والعامرة وغيرها هي من يتم ضخ المياه منها، إلا أنها لا تكفي لسد الاحتياجات المائية للمدينة. مدير مؤسسة المياه بتعز صرّح لإحدى الصحف الأسبوعية أن توقف العمل في آبار الحيمة هو بسبب بعض الأهالي الذين يطالبون بالتوظيف، إضافة إلى من يدّعون أن لهم حقاً بمواقع الآبار. آبار الحيمة متوقفة عن العمل منذ أكثر من شهرين وإلى الآن لم تستطع المؤسسة والسلطة المحلية بالمحافظة حل الإشكالية القائمة، ولم يتم وضع الحلول والمعالجات التي بموجبها يتم إعادة توزيع المياه لمختلف الأحياء في تعز وبشكل عادل ومتساوٍ. بعض الأحياء - ورغم توقف العمل في آبار الحيمة - لم تشعر أن هناك أزمة حقيقية تعيشها أحياء أخرى تم توقف ضخ المياه إليها نهائياً منذ ثلاثة أشهر.. تلك الأحياء تصل إليها مياه المشروع كل أسبوعين، فيما الأحياء الأخرى كل شهرين أو ثلاثة، وأعتقد أن مدير عام مؤسسة المياه والصرف الصحي بالمحافظة أدرى بذلك عن غيره.. وقد قال: إن من أولويات المؤسسة مراجعة برنامج التوزيع بطريقة علمية وعادلة، وهذا دليل على معرفته ودرايته بطبيعة المشكلة القائمة. آبار الحيمة متوقفة، بينما هناك أكثر من خمس مناطق أخرى يتم ضخ المياه منها دون وجود أية إشكالات يمكن الحديث عنها.. ولكن السؤال الحاضر هو: لماذا لم تعانِ كل أحياء تعز من مشكلة انعدام المياه، لاسيما وأن الآبار كلها مرتبطة بخطوط توزيع واحدة؟ ومتى سيتم مراجعة برنامج التوزيع بطريقة علمية وعادلة وإنهاء شكاوى المواطنين؟!.. كثير من المواطنين يقولون: إن هناك سماسرة يتحكمون بعملية توزيع المياه، وهؤلاء ونتيجة المشكلة الرئيسية التي تعاني منها مياه تعز وهي الإدارة يقومون بالتلاعب بعملية التوزيع لصالح أحياء دون الأحياء الأخرى!.. لا نريد أن نحدد هنا الأحياء التي يتم ضخ المياه إليها كل أسبوعين، كما لا نريد أن نذكر أسماء الأحياء التي لم يصل إليها مياه المشروع منذ ثلاثة أشهر تقريباً، ولكن ما نريد التأكيد عليه أن السبب الرئيسي من عدم ضخ المياه وبطريقة علمية وعادلة لكل أحياء تعز هو الإدارة التي ورغم كثر الحديث حولها لم نجد حتى الآن من يصلح حالها، وكأنها عصية عن الحل.. إن وجدت النوايا الحقيقية لإصلاح إدارة مياه تعز فلا أعتقد أن هناك عوائق ستقف أمام عملية الإصلاح.. كما لا أعتقد أن السماسرة وأصحاب الآبار الخاصة المستفيدين الرئيسيين من طول مدة انقطاعات المياه عن بعض الأحياء سيعيقون تلك الإجراءات؛ لأن سلطة الدولة ستكون حاضرة وقوية ويصعب معها التلاعب من أيٍ كان!.. المواطن في تعز لا يريد أن تصل إليه مياه المشروع يومياً أو كل أسبوع، بقدر ما يريد توزيعاً عادلاً ينهي حالة الشكوى الدائمة والمستمرة منذ سنوات. وأعتقد أن محافظ تعز الأستاذ شوقي هائل قادر على حل المشكلة وإنهاء شكاوى المواطنين. [email protected]