اقتصاد - رأس المال - السيولة - التنمية الاقتصادية ,كلها مفردات تهم الاقتصاديين ورجال المال والاعمال . المدرسة ,المعلم , الطالب , المناهج, مصطلحات تربوية وهي بحد ذاتها تصنع دورة اقتصادية كاملة,لما سأسميه“الإقتصادي التربوي” فالعملية التربوية ,هي اصل بناء الانسان وتمكينه من عمارة الحياة :المهمة الاولى استخلافه على الارض .يقول تعالى“يا آدم انا جعلناك خليفة في الارض ..”. والعملية التربوية صارت بحد ذاتها دورة أإقتصادية تعمر الحياة لن اتحدث عن المدرسة كمبنى إنشائي . بل الرحلة التعليمية النظامية للإنسان التي تمتد إلى 16عاما من الرياض للجامعة دورة بناء الإنسان المشروع ... تعليمة وتدريبه وتثقيفه واعداده.. من زهرة العمر في الروضة الى مرحلة التاسيس هو الفترة الابتدائية وما قبلها وما بعدها هذه السنوات الحساسة لبناء الاوطان والمجتمعات .هي مرحلة التأسيس وصب القواعد بلغة البناء والاقتصاد . سنوات ما قبل المدرسة المرحلة التهيئة والإعداد الأول ,يتم اهمالها بشدة رغم ان مرحلة رياض الاطفال تعد قفزة نوعية في العملية التربوية لو كانت على اسلوب تربوي. التعليم والبناء الفكري يسهل اندماج الاجيال في عملية التنمية ويؤهلها لتكون فاعلة على الجانب السياسي و الاجتماعي والفكري.. التعليم يصنع الوعي بكافة انواعه ولهذا مردود اقتصادي «حالي ومستقبلي».. الطالب الواعي لن ينجر المخدرات والتدخين والعنف .. لأنه طالب صحيح البدن والفكر والمعتقد, الدورة التربوية حلقة مهمة من حلقات التنمية الاقتصادية لليمن ولابد للعملية التعلمية من شركاء فاعلين .وتنطلق بهذا الدور وزارة التربية والتعليم من خلال استراتيجية مشاركة بينها وبين اطياف المجتمع كافة من رجال الاعمال وشركات ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات اجتماعية وسياسية وفكرية ,ليصبح التعليم عالي الجودة والكفاءة متاحاً للجميع في الريف والحضر وهذا لايتنافى مع الاستثمار في العملية التعليمية كعملية تربوية اقتصادية وليست وسيلة للتربح ذي التكلفة العالية والجودة المنخفضة التي نلاحظها الآن .. مطلوب من الوزارة إعداد خطة استراتيجية تشمل مناهج قادرة على بناء الحاضر والمستقبل وترفد مخرجاتها سوق العمل وترتبط بالتقنية محافظة على روح العصر واصالة المصدر لابد عبرالمساهمة الفاعلة في العملية التربوية بمنظومة شراكة تربوية اقتصادية فاعلة عن طريق المساهمة في بناء المدارس والجامعات والمعاهد المتوسطة كالمعاهد التقنية والعلوم المعاصرة ك علوم الحاسوب والاجهزة المتنوعة والمعدات الطبية والزراعية ...الخ ومعاهد العلوم الطبية والهندسية والزراعية التطبيقية وليست النظرية وحسب احتياجات المناطق وتبني كفالة ودعم طلاب العلم واعاده ثقافة كفالة طالب العلم للوقف والأوقاف تشجيع ودعم المبرزين والموهوبين والمتفوقين . وبناء البنى التحتية للعملية التربوية الاولى لابد ان تولي الوزراة والمجتمع ,مجهوداً خاصاً للطفولة المبكرة كرياض الاطفال والحضانات والملاعب والمكتبات الخاصة بالطفولة المبكرة .. حتى الآن لانعلم على وجه التحديد حسب علمي كم عدد رياض الاطفال الحكومية والخاصة ؟وان وجدت هل تعتمد الاساليب التربوية وهل هي ملزمة من الوزارة بتطبيقها حيث نشاهد من خلال زياراتنا لعشرات رياض الاطفال الخاصة اعتمادها على مناهج تقليدية غير تربوية تنفر وتكره الصغار في التعليم. لإنشاء دورة اقتصادية تربوية لابد من توافر قاعدة بيانات دقيقة لتحديد احتياج البلد من المعلمين في كافة الفروع والتي يجب ان تعتمد عليها الجامعات بتحديد سياسة القبول في الكليات واغلاق اخرى قد وصلت بها المخرجات الى التخمة او مخرجات انضمت لرصيف البطالة . هل نطمع أن نجد التقارير الاخبارية المرئية والمقروءة, وهي تتحدث عن افتتاح مؤسسة ل“ س” او منظمة “ص” او شركة “ق” لكلية زراعية أو طبية أو هندسية معمارية تطبيقية اومعاهد متوسطة تطبيقية واعاده النظر في الابتعاث وبرامج المنح فأيهما افضل ابتعاث 100طالب ام انشاء كلية على مستوى عالٍ يدرس فيها الآلاف في البلد ويتم الاستعانة فيها بخبراء متخصصين فعلا ليرفدوا اليمن بخبراتهم.؟ ونكون قد قدمنا حلا لمشكلة المبتعثين الذين يذهبون ولا يعودون.. حيث تذهب المدرسة او الكلية او المعهد للطلاب في مناطقهم بدل أن الغربة والتنقل تكلف الطالب فوق امكانيات أهله بتحديد احتياج كل محافظة من مدارس ومعاهد تطبيقية حسب موقع المحافظة ومواردها الزراعية او المعادن وغيرها. فكم عدد المعاهد المتوسطة والعالية في علوم الفندقة والسياحة بمحافظة عدن والحديدة وكم عدد المعاهد التقنية في علوم النفط وشق الطرق في محافظات شبوة ومارب وحضرموت؟ أعتقد أن الخطوة الثانية بعد مؤتمر الحوار الوطني هو مؤتمر إنقاذ الجيل من الجهل .. مؤتمر ثورة من أجل التعليم .. فوضع اليمن التعليمي في خطر .والمخرجات بلغة الواقع والممارسة والتطبيق تتحدث والأرقام تشهد.