أنانية صحت بها قائلة .. ( أنا في عمرك ، كنت أقرأ قصص الأطفال ). سارة ... طفلتي الصغيرة ، التي لم تتجاوز السبع السنوات، كنت أراجع لها دروسها ، كانت تقرأ بصعوبة و..... ولم استطع أن أنتظرها حتى تكمل محاولتها لتهجئة كلمات درس من كتاب القراءة .. وبدأت أصرخ بها .. أنا في عمرك !! أنا في سنك!! أنانية ... بل وأنانية عنيدة. أنانية ... أنستنا، أن أبناءنا يحتاجون للتفكير . أنانية ... تدفعنا لنرى «نحن» و «نحن» فقط . أنانية ... تدفعنا إلى مقارنة أنفسنا بأبنائنا. أنانية ... توصل أبناءنا إلى طريق الفشل الذي نخاف أن نجربه معهم . أنانية ... تعيق النمو النفسي لأبنائنا. يقول أحد الآباء وهو في ثورة غضب ( أنا كنت من الأوائل خبرت النجاح طوال فترات حياتي وعلى كافة المستويات، فالذكاء سمة تشتهر بها عائلتنا وتوارثه أبناؤنا أما ابني فقد ضاع عندكم ). باءت جميع محاولاتي بالفشل في أن يهدأ لكي نستطيع أن نتحاور . حاولت ... أن أوضح له أن ابنه قد لا يكون في مستوى أقرانه ولكن لا يعني هذا أنه ليس ذكياً .. دون جدوى. حاولت...أن أوضح له أن المدرسة ليست كل شيء ولكن...دون جدوى. حاولت ... أن أوضح له أن طريقة مذاكرته في البيت لا تساعد على ذكاء ابنه ... دون جدوى . حاولت ... أن أوضح له أن لنا أخطاء لا ننكرها إلا أن طريقته في تربية ابنه لا تساعدنا على تنمية ذكائه ... دون جدوى. لماذا ... لا نكون على طبيعتنا أمام أبنائنا (نجحنا أم فشلنا)، وكأننا نبدل ذكرياتنا الخاصة بذكريات أبنائنا..؟ لماذا ... لا نكون القدوة الإيجابية لأبنائنا حتى وإن تعرضنا للفشل في حياتنا ؟! كم هو رائع أن يشاهدنا أبناؤنا نقوم من عثراتنا أكثر قوة وإصراراً على تحقيق ما نرجوه. لا يمكن ... أن نبدل فشلنا بنجاح أبنائنا!! ألا نسعى خلال سنوات حياتنا أن يكون أبناؤنا أفضل منا ؟! لا يمكن ... أن نعوض فشلنا ... بمقارنة ... أنفسنا بأبنائنا!! لا يمكن ... أن نعوض فشلنا ... بمعايرتهم بأننا كنا الأفضل في سنهم!! لا يمكن ... أن نعوض فشلنا ... بالضغط .. عليهم ليكونوا ...نحن!! إن الفشل وعدم الثقة بالنفس هما رديفا ... الأنانية . يقول بابلوبيكاسو: (كل الأولاد يرسمون بعبقرية ، لكن ما نفعله بهم يطيح بسرعة بقدراتهم ) فكلما حاولنا أن نعزز سلطتنا على أبنائنا .. بالصراخ (أقولك .. افهم ... الخ ) كلما ضعفنا أمامهم .. فما يجب على أبنائنا أن يفعلوه سيفعلوه فنحن قدوتهم . فلنجعل ثقتنا بأبنائنا ... مهما كانت قدراتهم هي السبيل الوحيد لنجاحهم مهما خبرنا نحن من تجارب. أنتظر تجاربكم على : البريد الالكتروني ([email protected]). وصفحة الفيس بوك : (www.facebook/pages/224594180987418/). ودمتم ،،،