استبشر الناس في تعز خيراً ومازالوا بوصول ابنها البار الأخ شوقي أحمد هائل إلى قمة هرم السلطة المحلية،محافظاً لمحافظة تعز،وأميناً عليها،ومسئولاً عن كل ما يجري ويحدث فيها.. وقلنا إن تعز وجدت ضالتها فيما كانت تتمناه وتحلم به منذ زمن بعيد ، بمحافظ يعرف قيمة تعز ودورها الوطني والتاريخي .. وتنفست تعز الصعداء متفائلة بقدوم شوقي محافظاً لها.. وبدأ شباب الثورة يطلقون العنان لأحلامهم متفائلين بما سيحققه هذا المحافظ الجديد لتعز من نهضة وأمن وازدهار.. فعلقوا آمالهم على الأخ شوقي هائل بأن يستكمل مسيرة الإصلاح والتغيير والبناء،وبتعاون كل الرجال الأوفياء المخلصين لما يخدم تعز.. وأن يأخذ بثورة الحرية والتغيير من مرحلة الشعارات والأقوال إلى مرحلة البناء والأفعال. لكن ما جرى أخيراً وما أشيع عن فصل بعض الطالبات في مدرستي نعمة رسام وأسماء وعودة المديرات لمزاولة أعمالهن وحول تغيير مدير الأمن السعيدي،جعل بعض شباب الثورة يصدرون الأحكام مسبقاً بحق المحافظ الجديد الذي لم يمر على تعيينه سوى شهرين،ويخرجون بمسيرات ضد شوقي والتشهير به في الشوارع والساحات.. فما هكذا تورد الإبل يا شباب تعز.. وليست هذه أخلاق الثوار وقيم الثورة.. والتصعيد الثوري لايكون بقطع الطرقات وإشعال الإطارات،فالثورة مُثل وقيم ومبادئ.. حتى وإن كان شباب الثورة يرون أن بقاء أشخاص بعينهم في مناصبهم،ممن كان لهم دور سلبي متواطئ أو مساهم بصمته حول سقوط العديد من الشهداء والجرحى خلال الثورة،وعدم تغييرهم يشعرهم بالقهر والعجز عن الوفاء لدماء الشهداء،ويرونه خيانة للشهداء إن لم ينتصروا لهم ويحققوا ما كانوا يسعون إليه،ولكن إن كان لهم ملاحظات أو انتقادات حول أداء المحافظ فيجب أن تكون بالأسلوب الحضاري والراقي،لا بالتجريح والانقسام مع طرف ضد طرف آخر.. لايهمني ما يقوله بعض شباب الثورة من أن المحافظ شوقي لم ينزل إلى الساحة،ولم يعترف بثورة الشباب،فهذا شأنهم وله شأنه أيضاً ،إنما يهمني هنا أفعاله وإنجازاته على أرض الواقع،فالساحة ليست مقدسة ، فهناك أناس كانوا مع النظام السابق وخدموا الثورة أكثر من الذين انضموا إليها ولهذا ينبغي أن لاتجرنا الخلافات البسيطة إلى صراعات وتجاذبات ونغفل عن قضايا تعز الأساسية والملحة كالماء والكهرباء والأمن والخدمات الأخرى.. فمن حق شوقي أن يغير ويقيل ويحاسب أي مسئول كان عسكرياً أو مدنياً يراه مخلاً بعمله ومقصراً بمسئوليته،فهذا من صميم عمله، طالما وقد أعطيت له الصلاحيات الكاملة لإدارة محافظة تعز.. فلا يجوز لنا أن نشكك في قراراته مادامت تخدم الأمن والاستقرار في تعز.. ولكن هناك من يريد أن يعود بتعز إلى الفوضى وعدم الأمن والاستقرار،وهناك من أغاضه مدى الوعي بين أبناء تعز وتفاؤلهم خيراً بتعيين شوقي محافظاً لتعز،فعمل على إحداث شرخ بين شباب الثورة وخاصة “ الإصلاحيين” وشوقي.. وللأسف انجر بعض الشباب في حكمهم على الأخ شوقي هائل بأنه يعيد إنتاج النظام السابق. فلماذا نحن أبناء تعز نفتح على أنفسنا أبواباً من الصراعات والمشاكل ولا نحسن استغلال الفرص الذهبية والتاريخية لما يخدم مدينتنا؟ وهذه واحدة من هذه الفرص. وأخشى أن نفقد فرصتنا الأخيرة هذه من خلال شوقي من النهوض بتعز نحو البناء والازدهار ونفقد الأمل بالتمدن والتحضر والرقي.. وبالتالي تفقد تعز دورها الثوري المتطلع نحو بناء الدولة المدنية والإصرار عليه التي اكتسبته خلال الثورة. فلنعمل جميعاً من أجل تعز،ولانسمح لأحد أن يستدرجنا إلى أن ننقسم ونكون مع شوقي أو ضده. وحتى الأخ شوقي هائل نفسه قرأت له تصريحاً في صحيفة “الأولى” بأنه لن يسمح أن تكون هناك مظاهرات معه أو ضده. وبالمناسبة سألني أحدهم: هل أنت مع شوقي أم ضده؟ فقلت له:أنا مع تعز. مع تعز ضد الفساد والعبث والإهمال. مع تعز ضد الفوضى وإثارة الفتن واختلاق المشاكل. مع تعز ضد أي عابث بأمنها واستقرارها. مع تعز ضد شوقي إذا رأينا فيه اعوجاجاً وتهاوناً وتقصيراً بقضايا المواطنين وإخلالا بواجباته المسئولية .. ضد شوقي إذا رأينا التغيير يكون بالواسطة والمحسوبية وعلى حساب الكفاءة والنزاهة. مع شوقي ضد دعاة الفتنة والعنصرية والشللية والحزبية المقيتة.. مع شوقي من أجل تعز مدينة خالية من العنف والسلاح. مع شوقي من أجل تعز مدينة أدب وفكر وثقافة.. ونزاهة ونظافة وأمن وحرية وعدالة.. مع تعز ضد كل من سفك دماء الشباب وأهان الثورة والثوار وسخر منهم وصمت عن إحراقهم في الساحة.