من المؤسف أن تتحول بعض وسائل الإعلام والصحافة إلى أدوات بذيئة لإشعال الفتنة والشحناء وتعميق الخلافات بين أبناء الوطن وأطراف المعادلة السياسية. فكلما تطلعنا إلى تهيئة المناخ المشجع للحوار والتفاهم والتقارب لحل القضايا الوطنية العالقة، يخرج علينا أولئك الذين جندوا أنفسهم لتعكير صفو المناخ الوطني، وشحنه ببارود التوتر وتأليب أبناء الوطن بعضهم على بعض. لوحظ خلال الأيام القليلة الأخيرة قيام بعض الصحف الحزبية والأهلية المشدودة بنزعات ضيقة بدور استفزازي مفضوح ومحقون بأمراض عنصرية وجهوية ليست مستعدة لقبول الآخر، وليست قابلة للتعايش معه إلا بشرط احتوائه والهيمنة عليه..! وأخطر ما في هذا السلوك المريب أخذ دور المتربص برموز تاريخية وهامات وطنية لا يجب أن نحيق بها المكر والمخاطر مهما اختلفنا معها، حيث يكفي ما مورس بحقها من غدر وخيانة ومن مؤامرات حقيرة دفعت ثمنها باهظاً بصورة شخصية، ودفع ثمنها الشعب والوطن بشكل عام فيما أصابه من تشظية وشروخ في وحدته واستقراره..! فهل يكفي (هؤلاء) المتربصون المتآمرون الغادرون ما اقترفوا من أعمال غير مشرفة..؟! وهل آن لهم أن يستفيدوا من دروس وعبر الماضي، وأن يكفّوا عن أذية الناس والإضرار بالوطن..؟! نتمنى ذلك.. والله يهدي من يشاء..! [email protected]