الناصح الأمين هو من يقدم القول السديد وينقد الأقول والأفعال غير السوية, ولا يهدف من وراء ذلك تحقيق المصلحة الخاصة, بل الإصرار على تقويم الأمور بروح المسؤولية وقوة الإرادة المعتصمة بحبل الخالق عز وجل, وما دمنا في أيام الخير والبركة التي فيها العتق من النار والاستعداد للاحتفاء بعيد الفطر المبارك فإن الواجب الديني والوطني والإنساني يحتم علينا توجيه الدعوة للذين مازالت أفواههم تنطق كفراً وفجوراً وأقلامهم تنزف مجاملة ونفاقاً وقلوبهم مملوءة بالحقد والكراهية, ونقول لهم: اتقو الله في أنفسكم، وكفاكم هدماً للقيم، واستغلوا فرصة العيد من أجل صلة الرحم، وعودوا إلى صواب القول والفعل. إنها دعوة من أجل الفوز بالعتق من النار وتنظيف العقول والقلوب من الأحقاد والابتعاد عن الزور والبهتان وتطهير الأقلام من الفجور والجور, والاستعداد المطلق من أجل الإسهام في الحوار الوطني بثوب جديد منقى من الدنس والدس والإثارة, وهي دعوة من أجل التصافح والتسامح والتصالح وإشاعة الوفاق والوئام، من أجل البدء في حياة جديدة خالية من كل شوائب السوء. ولئن كنت قد كررت الدعوة للخير فإن ذلك من واجب كل من أخلص لله ثم للوطن، وجعل حب الوطن من الإيمان، وتحرر من نوازع الذاتية والأنانية, وجعل همه كله أن يرى الوطن في سلام ووئام وقوة وعزة ومنعة. إن اليمن اليوم محتاج لمن يشعل شموع المعرفة لإصلاح الشأن, وليس محتاجاً لمن يؤجج ويثر الفتن؛ لأن وطن الثاني والعشرين من مايو 1990 محاط بالمؤامرات المختلفة، ولا يحميه بعد الله إلا قوة الوحدة الوطنية، وتماسك الجبهة الداخلية, فهل تدرك كل القوى السياسية هذه المعاني والدلالات وتعمل من أجل تعزيز وحدة الوطن وقوته؟ نأمل ذلك بإذن الله.