الفتاة والناقدة المرموقة .. الأكاديمية القابضة على جمرة المعاني النابعة من المعاني ، كانت ومازالت تتخطى ذاتها وأحوالها انتصاراً لفيض الخواطر والتقلب في جمرات الحيرة المرافقة لمن يشقى بنعيم العقل ويفتقد شقاوة الجهل والجهالة . خلال السنوات القليلة الماضية سافرت الدكتورة آمنة النصيري في دروب التيه والبحث الدؤوب عن لغة بصرية تترقى في معارج الصعود الخشن إلى ذرى الأسئلة الوجودية اليمانية .. تلك الأسئلة الأكثر وضوحاً وفولكلورية في زمن الربيع العربي الخارج من تضاعيف السنين والقرون المنغرسة في ذات المتاهة العربية التي لم تتمكن حتى اللحظة من تجاوز الاشتباك المؤلم بين الماضي والمستقبل ، فكان الماضي ومازال الرافعة الكبرى لمعنى وجودنا ، وكنه أيامنا، ولهذا السبب تموضعنا في مرابع الخيبة والبؤس والجهالة، فأصبح العالم برمته يشير لنا بالبنان بوصفنا الأمة الوحيدة الي تعد خارج السرب الإنساني. في مقترحات الفنانة التشكيلية المشمولة بالرؤية سنكتشف دون أدنى ريب هذه الحقائق ، ولا بأس هنا من إشارات استعادية في جملة نصوصها البصرية المتروحنة بالتاريخ والتراث ، وتلك المشمولة بالفن المفاهيمي المتجسد في الأبعاد الثلاثة والموصولة أيضاً بالغنائية البصرية النابعة من المؤثرات اللونية ، ناهيك عن الهاجس الدائم في القبول بثمن الإقامة الدائمة في محارق السؤال المتجدد الباحث عن تعبير فني متجدد. لا تتورع الفنانة عن هذه الاقتحامات القلقة وكأنها تستعيد قول النفري القائل : إذا برزت لك النار ، فقع فيها ولاتهرب ، فإنك إن وقعت فيها انطفأت ، وإن هربت منها تبعتك وأحرقتك. هكذا تفعل آمنة وأمثالها من المقيمين في كنه المعاني .. الرائين لجواهر الحقائق .. المتخلين عن الأعراض والعوابر. [email protected]