ثقافة قديمة ولا زالت موجودة سوى في اليمن أو في البلدان العربية الأخرى ،حيث يعتقد الجميع أن أي منتج أجنبي أو كما يقال إنتاج أوروبي هو الأفضل مع أن هناك نفس المنتجات الوطنية أو العربية قد تكون أفضل جودة لكننا وبدون أي تردد نختار الإنتاج الأوربي بالرغم من فارق السعر الكبير ونتحجج بقولنا «يكفي انها صناعة أوربية» ، هذه هي عقدة الخواجة التي أضرت بالاقتصاد العربي فبدلا من أن نشجع إنتاجنا العربي والأيدي العاملة المحلية نفضل عليها إنتاج آخر مهما كانت خواصه ومواصفاته ، متناسين بأننا بتصرفنا هذا نزيد من إنتاجية الشركات الأجنبية على حساب الصناعة المحلية والعربية . عقدة الخواجة لا تنحصر فقط على المنتجات والصناعات المختلفة بل أخذت مساراً آخر ، حيث نجد جميع الشركات والمدارس والجامعات العربية لا تشجع الكوادر الوطنية بالصورة المطلوبة إلا في أضيق الحدود رغم وجود الكفاءات العربية من حاملي الشهادات العلمية العليا وعلى قدر كبير من الخبرة التي اكتسبوها من خلال سنوات العمل الطويل . كل هذا أدى الى انتقال هذه الكفاءات من بلدانهم إلى بلدان أخرى تقدر ماتحمله من خبرات وشهادات خاصة البلدان الأوروبية. ومن هنا بدأت البلدان العربية تفقد الكوادر الفنية المؤهلة ووضعوا مكانهم كوادر أجنبية بخبرات متدنية المهم أنهم يجيدون لغة أخرى ، وبدل أن نتطور ونستفيد من الكوادر المحلية المؤهلة في بلادنا تركنا المجال للدول الغربية أن تسرق الكفاءات العربية لتوظيفها في خدمتها بدلاً من أن تقوم هذه الكفاءت في المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدانهم . كثير من العقول التي هاجرت وبالرغم من المستوى المعيشي الممتاز الذي حصلوا عليه في بلاد المهجر الاان الكثير منهم كالأطباء والمهندسين والعلماء يعانون الغربة وهَمّ البعد عن أهلهم وأوطانهم والبعض الآخر هم وأسرهم يجدون صعوبة في الاندماج والتماشي مع العادات الجديدة التي يواجهونها في تلك البلدان الغربية فأصبحوا تائهين مابين تقاليدهم وتراثهم الديني والأخلاقي الذي تربو عليه ومابين حضارة البلاد الذي فرض عليهم العيش فيها . لقد تحول الاعتماد على العمالة الأجنبية الناجم عن ظروف طارئة قديمة إلى إدمان لا يمكن الشفاء منه إلا بمعالجة جذور المشكلة في الحد من استقطاب أي عمالة أجنبية جديدة . والآن وأكثر من أي وقت مضى نحن بحاجة إلى إعادة تطوير أعما لنا وأنفسنا والاستفادة من الكوادر والكفاءات المحلية في بلداننا فلدينا موظفون موهوبون ومنضبطون، وعلينا أن نثق بأننا قادرون على تطوير أنفسنا بأنفسنا،من خلال تقديم المزايا والحوافز التي من شانها تشجيع العقول المهاجرة للعودة الى اوطانهاوكما قال المثل (جحا أولى بلحم ثوره ) . مع ضرورة توفير المناخات الملائمة لتمكينها من الابداع والتطوير والاسهام في تحقيق التنمية المستدامة.