لأنها فاتنة البحر الأحمر والمحيط، ولأنها لؤلؤة البحار كافة فإن روادها وعشاقها وأنا أحدهم يتوافدون إليها من كل محافظات الوطن الحبيب دون أن تحول بينها وبينهم كل المنغصات الأمنية والاقتصادية والمعيشية وخلال عطلة عيد الفطر السعيد والتي تجاوز فيها عدد الزائرين من أرباب وعشاق السياحة الداخلية ال300 ألف مواطن كنت كما جرت العادة في مثل هكذا مناسبة مع أسرتي في زيارة عيدية لمعشوقتي وفاتنتي عدن الساحرة دامت ثلاثة أيام لم ترو عطشنا جميعاً للتمتع بكل مافيها من مواقع جذب متميزة. وحينما تزدحم مدينة عدن بكل ذلك الكم من البشر خلال العطل العيدية فإن فنادقها المتعددة تزدحم بالوافدين إليها صبحاً ومساء وفي ظل ذلك الإقبال الشديد على فنادق المحافظة المختلفة تزداد مطامع القائمين على تلك الفنادق في رفع أجور الإقامة مما يسبب أعباء كثيرة على النزلاء وحتى المقيمين لأشهر عدة، حيث تتضاعف الأجور بطرق بشعة وانتهازية مما يضطر الجميع القبول بذلك الجشع والاستغلال في ظل الغياب الملحوظ للقنوات المسئولة وفي مقدمتها مكتب السياحة وفي هذا السياق حدثني أحد المشتغلين في ذلك الفندق الذي أدمنت الإقامة فيه بأن عملية الزيادة في أجور المبيت تنطبق في مثل هذه المناسبات حتى على أولئك الذين مر على إقامتهم أكثر من ستة أشهر وهذه الظاهرة في اعتقادي جديرة بأن يقف عندها ليس فقط مكتب السياحة بل المجلس المحلي في المحافظة. ومن الظواهر المؤلمة والمؤسفة التي طرأت على مدينة عدن الحبيبة انتشار الفضلات الجافة والسائلة في أكثر من موقع وإزاء هذه الحرب البيئة المعلنة لا تجد من يحرك ساكناً خصوصاً في الشارع الرئيسي بمدينة الشيخ عثمان المجاور لمسجد النور حيث استحال ذلك الشارع إلى بؤرة لانتشار الذباب وما أدراك ما الذباب جراء الفضلات المتعفنة المتراكمة على جوانبه ومياه الصرف الصحي التي أحالت معظم مساحاته إلى مستنقع يصدر القلق والاشتمزاز والمرض لكل المارة ولأرباب المحلات. وبتوسع الجشع تشعب لينتقل من موقع الإيواء والفندقة إلى سيارة الأجرة التي تعمل بنظام الانجيز فأسعار المشاوير تتضاعف بطرق مجحفة دون أي دور رقابي لأجهزة ورجال المرور وكان الجميع قد أعطى للضمير إجازة مفتوحة في مثل هكذا أعياد. أما ما يتعلق بأماكن صنع وتحضير وبيع الأطعمة والأشربة فأنها جميعاً تفتقر لدور الرقابة الغذائية فالنظافة الشخصية والعامة شبه مفقودة والأسعار «نار ياحبيبي نار» فلا رقابة تموينية ولا غذائية أو بيئية وحيث مايتجه المرء يلاحظ مدى الانقلاب البيئي الملحوظ في مدينة كان عنوانها النظافة والجمال والتقيد والانضباط بكل ما من شأنه الحفاظ على رونقها وجمالها وعلى الذوق العام ولملحوظات الزيارة بقية إن شاء الله.