كنت قد أشرت في عمود سابق من أشياء موجزة إلى أن لموضوع عدن لؤلؤة البحار بقية وعودة إن شاء الله وها أنا ذا أعود مرة أخرى لاستكمال تلك الملحوظات الخاصة بالزيارة العيدية فبعد الإشارة إلى الأجور المجحفة للفندقة وأماكن الإيواء وللجوانب الصحية والبيئية أعود معكم من جديد ولكن للحديث عن الجوانب السياحية وعن البيئية الشاطئية. حيث كانت محطتي الأولى في تلك الرحلة السياحية العيدية منطقة الغدير الشاطئية بمدينة البريقة والتي تعد واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي بمحافظة عدن نظراً لموقعها الجميل ما بين جبلين ولوجود بعض القوارب الخاصة بالتنزه البحري التي ارتفعت رسومها هي الأخرى بمستوى النصف في ظل المواكبة السعرية الجشعة لفترة العيد هذا بالإضافة إلى ما تتمتع به شواطئها من جمال خلاب لا تعكره سوى بعض الفضلات التي يتعمد بعض الزائرين لها تركها هنا وهناك زد على ذلك وجود الأحجار البحرية في الجزء الأخير من ساحلها الجنوبي والتي تعيق عملية الجلوس بالنسبة لأولئك الذين لا يرغبون في السياحة أولا يجيدونها وأعتقد بأن إزالة الأحجار سيمكن الكثيرين من البقاء أكثر مع استنشاق أكبر كمية من الأوكسجين التي تتوفر كثيراً بالقرب من البحار. أما الساحل الآخر الذي تغنى به الكثير وفي مقدمتهم الموسيقار والمطرب الراحل أحمد بن أحمد قاسم في أغنيته ذائعة الصيت صدفة التقينا والتي يقول مطلعها: صدفة التقينا على الساحل ولا في حد ..فإنه ساحل ابين الذي بنى فيه العشاق معبداً للعشق والغرام حسب الأغنية المذكورة ويتميز هذا الساحل بمزايا كثيرة تشد الجميع لكنه يفتقر لكثير من أماكن بيع الأطعمة والأشربة المتنوعة ومجمل ما فيه يتمثل ببيع بعض الأشربة التقليدية والبسكويتات والبطاطس والآيسكريم عبر الباعة الجوالين كما أن الساحل المذكور بحاجة لمزيد من النظافة بقدر حاجة الزائرين للتوعية البيئية. تعز: بفعل الحملة البيئية الجادة لشوارع مدينة تعز المفصلية “حملة النظافة” صارت تعز أرقى وأجمل وأعيد لها كل الاعتبار وهو الاعتبار الذي سلبه منها أولئك الباعة من أصحاب الأكشاك والبسطات التي شوهت كل شيء جميل في المدينة وفي شوارعها الرئيسية “جمال التحرير 26”وبعد أن عانى الجميع الأمرين ما بين راكب وراجل وبعد أن كادت الاختناقات تعصف بآمال الكثيرين وفي مقدمتهم أولئك الذين تعودوا الإساءة لثورة التغيير جاءت تلك الحملة الخاصة بالنظافة ليس فقط لتعيد لتعز هيبتها بل لتعيد للدولة وللأنظمة كافة كل الاعتبار، والغريب في الأمر أن بعض أولئك الذين كانوا يصرون على ارتكاب تلك المخالفات باستباحتهم غير المهذبة للشوارع حينما كان يخاطبهم المتضررون من استخدام الشارع وأرصفته بأن ذلك عيب ولا يجوز كان رد البعض منهم أصلاً ما فيش دولة وحينما جاء الوقت لأن تفرض الدولة هيبتها لم تسمع منهم سوى العويل رغم أن تنفيذاً لحملة كان مسبوقاً بحملة توعوية كافية إذاً مبارك لتعز تلك الخطوات واللمسات الجميلة ومبارك للهائل شوقي أحمد هائل نجاح تلك التدابير التي أعادت للمحافظة رونقها وللنظام هيبته.