لماذا تصر الأندية الرياضية على تسمية نفسها بالأندية الرياضية الثقافية ؟! أين هي الثقافة التي تقدمها وأين هي الفعاليات والأنشطة الثقافية التي تقيمها؟! صحيح هي أندية فاعلة في المجال الرياضي .. لكنها - والحق يقال- لا علاقة لها بالنشاط الثقافي لا من قريب ولا من بعيد, بل ولم تفكر به .. فلماذا لا تكون واقعية, ولماذا لا يردعها الخلق الرياضي عن ادعاء شيء لا تصنعه؟! نعلم جميعاً أن (العقل السليم في الجسم السليم) كما قال أحد فلاسفة اليونان .. ونعلم أن الأصل أن يصاحب النشاط الرياضي نشاط ثقافي توعوي يستهدف الجمهور الرياضي الكبير بالبرامج والندوات والفعاليات التثقيفية والتوعوية .. وهذا هو الأمر الذي تقره الأدبيات الرياضية وتدعو إليه .. لكن أن تظل هذه الأندية محتفظة بالمسمى فقط مع حاجة الرياضيين والجمهور الرياضي للبرامج الثقافية وتقاعس إدارات هذه الأندية عن الاهتمام بقضية الثقافة وتهميشها فهذا أمر لا يقبله عاقل. أين هذه الأندية من مأساة تحول مفهوم أن يكون الشخص رياضيًا من عشق الرياضة وممارستها إلى الاكتفاء بتشجيعها عبر تعاطي القات وملحقاته من الشمة والسجائر والمشروبات المنشطة وهو دائم الخمول ودائم التعامل بغير الأخلاق الرياضية؟! إن من الأهمية بمكان أن تلزم الجهات المعنية في وزارة الشباب والرياضة كل الأندية الرياضية بإقامة المنتديات الثقافية التي يرتادها الجمهور للسماع ولمناقشة مختلف القضايا التي تدور على الساحة اليمنية ومنها قضايا التوعية وضرورة سيادة السلوك الحضاري والتوعية بالمخاطر البيئية ومظاهر التسلح من القضايا التي نحن بحاجة ماسة إلى إحيائها وترسيخها في عقول الناس لتصحيح كثير من المفاهيم المغلوطة التي لا تزال إلى اليوم تدفع الكثير من الناس - وحتى من الشباب المتعلم- إلى ارتكاب المخالفات واستمراء التحرك بما يخالف الآداب والأعراف الحضارية وهو ما يضاعف من مستوى العشوائية والفوضى في حياتنا. إن قيام ندوات وفعاليات يديرها الرياضيون ورواد الأندية فيما لو تحقق فإنه سيخلق حراكاً شبابياً فعالاً يجعل الشباب عند مستوى المسؤولية والوعي الصحيح والهم الوطني لتعميق اللغة الحضارية في التعامل مع الآخر ونشر قيم التسامح والمحبة والرقي في السلوك، لاسيما أن الوطن اليوم يعيش مرحلة تتطلب منا اليقظة لنشر الثقافة السليمة ونبذ ثقافة العنف والكراهية ومظاهر المواجهة والاقتتال، هذا فضلاً عن مناقشتها وإسهامها المفترض في إيجاد حلول لمشاكل البيئة والتوعية المرورية وغيرها من القضايا التي تحضر في حياة اليوم لتكون همًّا عالميًا تحرص كثير من الدول على مشاركة المجتمع لاسيما الفئات الرياضية والثقافية والشبابية عموماً في إيجاد الحلول المناسبة لها. فهل حان الوقت -إذن- لهذه الأندية الرياضية أن تؤمن بأنها أيضاً نوادٍ عليها مسؤولية تثقيفية ينبغي أن تؤديها حتى تكون- فعلاً- كما تسمي نفسها (الأندية الرياضية الثقافية)؟! هذا ما نرجو حدوثه.