في زمن الهزائم والانهزاميين, تتسع الدوائر التي تتحرك فيها قوى التخريب والارتزاق والهدم والكسب غير المشروع.. ينسلون كالقطط.. يلتهمون ما تطاله مخالبهم..مزيداً من الفيد والغنائم.. ومزيداً من الانتقام حتى آخر قطرة دم أو دمعة..! فمنذ اندلاع الثورة الشبابية السلمية، وما واكبها من تداعيات اقتصادية وأمنية لم نر أياً من هذه القوى التي كانت سبباً في تكوين تلك الإرهاصات, وفي إنتاج هذه الأوضاع المؤسفة في دراماتيكيتها، بأن بادرت لتحمل مسؤوليتها الوطنية في مواجهة هذه التداعيات, بل على العكس من ذلك هؤلاء التفكيكيون التمزيقيون كشفوا عن وجههم الحقيقي القبيح بأنهم فعلاً غير معنيين بأمر الوطن والمواطن لا من قريب ولا من بعيد, ليس من اليوم, ولكن من عقود طويلة تربعوا فيها على الحكم, بقدر ما تعنيهم مصالحهم الضيقة وإمساكهم الشديد بدوائر نفوذهم وبمضاعفة قواهم العسكرية والمالية..! لقد مزقوا الوطن شر ممزق.. وقطَّعوا أوصال صنعاء تقطيعاً.. ودمَّروا البنى التحتية والمؤسسات..وأعاقوا عملية بناء الدولة.. وعطَّلوا جهود ترسيخ الأمن والاستقرار. هؤلاء انهزاميون, فشلوا في خدمة الوطن والشعب, ولمَّا نهض للتخلص منهم, قرروا الانتقام منه..!. ماذا بقي لهؤلاء بعد أن مسحوا باليمن أسفل السافلين..وأطلقوا كل ما في جعبتهم من رصاصات الفشل والإفلاس والموت والحقد على هذا الوطن الذي نكَّب بهم, وابتلى بفشلهم وفسادهم..! ماذا بقي لهم ليفعلوه بهذا الوطن.. وقد فعلوا به أبشع مما فعله الملك النعمان بالمهندس سنمار.. فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان..!. [email protected]