تجمع بعض الشخصيات في سلوكها الوظيفي بين الجدية في العمل وحسن توزيع الفرص المحيطة والقدرة على استلهام الحدث القادم بطريقة مدروسة وهذا ما وجدته حقيقةً في الإدارة النوعية المتميزة لإدارة مدرسة زيد الموشكي التي تنفرد بتخريج أكبر نسبة من أوائل الشهادة العامة للمرحلتين الإعدادية والثانوية مثبتةً جدارتها في الالتحاق بركب المدارس النموذجية القليلة في الوطن والتي تنتهج خط الامتياز في استخدام الأدوات التعليمية والإبداع في توظيف القدرات العلمية والسلوكية للطالبات وهذا ليس جديداً على مدرسة عريقة في صناعة النجاح منذ أكثر من عشرين عاماً خلت في السلك التعليمي التربوي المتفرد. تتميز الإدارة التخطيطية للمدرسة بالتركيز على عنصرين هامين: 1 - التركيز على إمكانيات المرسل ( المعلمين والمعلمات) باختيار هيئة تدريس جادة ومتمكنة علمياً وسلوكياً حيث لاحظت شخصياً قدرة هذا المرسل على الذكاء المهني والوظيفي في إدارة الوقت واستغلال مساحة التواصل والتحصيل بين المادة العلمية أو الأدبية والطالب الذي يجب أن يبحث عن أفضل طرق الاستيعاب خارج حدود الحصة المدرسية. 2 - بناء وتوسيع مدارك المستقبل (الطالبات) لتحقيق الفائدة القصوى من المادة التعليمية على المستوى العلمي بتوفير أدوات ووسائل البحث والتجريب والاستقصاء وفق نسق تجريبي متزن قائم على الشراكة بين المرسل والمستقبل فرضاً واستنتاجاً. وبالمقابل فإن وجود ذلك الاتزان السلوكي النمطي المفروض داخل الهيكل الطلابي في المدرسة يجعل من سير العملية التربوية إضافةً جيدة للمعادلة التعليمية التي ترفض أن تكون في خانة الاحتياط كونها تتبنى مبدأ الريادة في أبهى صورها وأدق تفاصيلها. وليس من الغريب أن تكون مدرسة زيد الموشكي ثغرة تعليمية وثكنة تربوية تمد طوابير الخرجين كل عام بقيادات فكرية شابة وفاعلة وهي المدرسة التي ارتقت بنفسها من أرصفة الخلط واللغط السياسي والشعبي الموبوء بالمصالح الضيقة والأهداف المحدودة واثبةً نحو صناعة طلابية راقية مؤمنة بقدرة الجيل على التغيير والتطوير وتقديم صورة المخرجات التعليمية في أفضل صورة ممكنة، ولعل من أفضل ما يمكن أن يقدمه المرء لهذه المدرسة كصرح علمي متميز منحها حقها من الرعاية والاحترام والتقدير كونها تحاول الصمود وسط العاصفة التي جعلت من المادة التعليمية بضاعةً مزجاة بأكثر من لون وشكل ومستوى لا يرقى للمطلوب بل وأدنى من المطلوب. والحقيقة أن هذه المدرسة ممثلةً بطاقمها الإداري المتميز والمتفاني قادرة على إدارة مرحلة تعليمية استثنائية رائدة بمحاولة إيجاد فصول تسويقية دورية تحمل على عاتقها فن إدارة المعلومة مجدولة زمنياً مناهج تدريبية صيفية معنوية بتوجه أكاديمي راق جداً ومؤسس وفق قواعد علمية مواكبة لحركة التطور والتغيير التي لا تتوقف أبداً.