حين وجه الأخ محافظ تعز بترميم وإصلاح المدارس الحكومية في مديريات مختلفة من محافظة تعز تبدأ بمديريات “صالة ، القاهرة ، المظفر ، التعزية” كان قد قدم إلى التربويين رسالة ضمنية تطويها تفاصيل الحياة الطلابية في تعز، إذ لابد من جود عوامل تربوية فنية مرتكزة على قيم وسلوكيات إنسانية ووطنية تجذب الطلاب والطالبات إلى خوض غمار التعليم بكيان متكامل لا يتوقف عند حد التلقي والاستقبال وإنما يتفاعل مع بيئته الاجتماعية والطبيعية ليصل إلى مرحلة العطاء والإرسال الحي في ظل إمكانيات تعليمية تهدف لصناعة جيل مسئول عن صناعة وطن، ويأتي هذا الاهتمام بالبنية التعليمية من قبل الأخ المحافظ متزامناً مع متطلبات مرحلية جادة يجب ان يولي الاهتمام فيها بالتعليم اهتماماً كبيراً حيث أنه لا نهضة بلا تعليم ولا تطور بلا قيم فكرية نبيلة وصادقة.. والحقيقة أنني قد لمست وجود رغبة عارمة لدى الطلبة المقدمين على التسجيل للعام الجديد بالدراسة في ظل هذه التغيرات الفنية التي رسمت في أعينهم لوحة أمل وتفاؤل بعام دراسي متميز تلبي فيه البنية التحتية للمدرسة احتياجاتهم الطبيعية والفكرية بدون عوائق إدارية، وحتى نحصد مخرجات تعليمية جيدة ومشرفة ربما نلمسها هذا العام بشكل أفضل بعد تحقيق الغاية من ترميم المدارس وتزويدها بالأثاث المدرسي، المعملي، المكتبي، المتكامل والذي سيسهم في تقديم المادة العلمية بشكل أفضل، إن تحقيق الانتماء للمدرسة تتطلب وجود رابط قوي بين الطالب والبيئة المدرسية اللائقة به كإنسان له حق الحصول على التعليم وفق أحدث طرق التدريس وعلى أعلى مستوى أداء يمكن أن يقدمه الكادر التعليمي اليوم، وكلنا يعلم تعلق الأطفال بالألوان وميولهم الفطري للأناقة والنظام واحتاجهم المستمر لوجود القدوة الحسنة شكلاً ومضموناً وباعتبار المدرسة هي البيت الثاني للطالب ومنها يستقي مبادءه وقيمه بشكل عملي موثق بالدليل الأدبي والديني والعرفي فإنه يجب أن تحظى بالرعاية والاهتمام شأنها في ذلك شأن منازلنا التي إذا ما تعهدناها بالنظام والنظافة والعناية تلفت وأصبحت دوراً خراباً.. وأعتقد أن الأخ المحافظ يدرك أهمية وجود تلك البيئة التعليمية الصحية للطلبة والطالبات وهو يدرك أكثر أن عليه تغيير النمط التعليمي حرفاً ووسيلة حتى يتسنى له تغيير النمط الثقافي والسلوكي البائد الذي شوه صورة تعز الباسمة يوم اشتدت حولها الخطوب والكروب بالأمس القريب. وأعتقد أن وجود “87” مدرسة في أربع مديريات ضمن خطة ترميم وتجهيز وتحديث جيدة تشمل ترميم وصيانة كهربائية وتسبيك دورات مياه وتوفير مقاعد كافية وأدوات مختبرية ضرورية لثلاث مواد علمية “أحياء كيمياء فيزياء”.. أعتقد أن الأمر سيتغير مستقبلاً إذا بقي الاهتمام قائماً على وتيرة واحدة من الطرفين وبنسبة متكافئة واعني بذلك رعاية شاملة من قبل المحافظة بمجلسها المحلي ونظام وانضباط وصيانة من قبل الطلاب وإدارات المدارس، فالحفاظ على نظافة ونظام وجمال هذا الصرح التعليمي هم الطلاب بالدرجة الأساسية والذين تقف خلفهم إدارة صلبة وصارمة وفاعلة وأرى أن انفاق “106” مليون ريال أو يزيد لتحقيق وجود بنية تعليمية جيدة أمر يستحق الاحترام والإجلال فلم يسبق ان وجدت خطط محلية لإحداث ثورة تعليمية داخل المحافظة حتى وإن كانت أولى خطواتها جدران ملونة وفصول مرممة ومقاعد لا تحمل على صدرها ذكريات القرن العشرين في أسوأ صورها ! وقفت معوقات في طريق إنجاز العمل منها إغلاق بعض الفصول وعدم تمكن فريق العمل من ترميمها وهذا ليس معوقاً فنياً أبداً بل هو معوق عقلي يشكو منه الذين لا تسير الأمور في طريق اهتماماتهم ومصالحهم الشخصية ومع هذا فالقافلة ستمضي بالتأكيد مهما تعددت المحطات في طريقها. وبعد فهذه الرسالة التربوية الراقية يجب أن تصل إلى مكانها الصحيح ولا أعتقد أننا نجهل معناها أو يصعب علينا شرح مفرداتها.