هل تعتقد أن ثمة حواراً وطنياً شفافاً سيتم تحت ضغط القوة العسكرية المسلحة التي لاتزال تتحذق بها بعض قوى وأطراف الحوار..؟! وكيف نستطيع أن نجري حواراً بعض أطرافه تحاصرنا بالدبابات والمدفعية والصواريخ، وبالمليشيات المدججة بمختلف أنواع الأسلحة..؟ وكيف أيضاً تقبل الأطراف السياسية المدنية (المجردة من السلاح) على نفسها، أن تخوض حواراً مع طرف يصوب سلاحه إلى صدرها..؟ وهل يقبل مثلاً الرئيس السابق علي ناصر محمد الذي لا يملك إلا عقله ورأيه، أن يتحاور مع أتباع الرئيس السابق علي عبدالله صالح القابض حتى الآن على مختلف الأسلحة الفتاكة..؟ وكيف نتجرأ ونطلب من المهندس حيدر العطاس أن يأتي إلى حوار مع الشيخ صادق الأحمر – مثلاً - بكل ما لديه من حشود ومليشيات مسلحة..؟! وبأي منطق نتحدث إلى الدكتور ياسين سعيد نعمان، عندما نقول له أن يأتي إلى طاولة حوار تحيطها الحشود الهائلة من المسلحين والترسانات المرعبة من السلاح، لا يملك هو منها جندياً واحداً أو “خرطوشة” واحدة..؟! وهل نستطيع أن نقنع الرئيس السابق علي سالم البيض بالمشاركة في حوار مع أطراف بكل ما لديها من الوحدات العسكرية والمليشيات المسلحة..؟! أما اللواء هيثم قاسم طاهر الذي كان قائداً وآمراً للجيش اليمني بأكمله، فمن المستحيل أن نطلب منه أن يأتي إلى حوار تحت تهديد ورحمة هؤلاء..! الخلاصة.. إنه لابد من تنظيف بيئة الحوار من الألغام والمتفجرات والأسلحة والمسلحين.. ولابد أن نهيئ مناخاً مشجعاً لجميع الأطراف لخوض حوار شفاف لا يخضع لأية ضغوط أو مؤثرات القوة والعنف..! ولا يجب أن نلوم أحداً لرفضه الحوار الآن إلا بعد أن نزيل كافة مبررات الرفض.. وقبل ذلك وبعده تجريد أطراف الحوار من القوة المسلحة، حتى يدخل الجميع إلى مؤتمر الحوار متجرداً من كل أدوات العنف، لا يملك إلا الرأي والفكرة والكلمة..! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=455943857778028&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater