(1) .. وجاء العيد كما يفعل كل عام ؟! هو يذهب ثم يعود ما دامت السماوات والأرض ، نحن الذين إذا ذهبنا لن نعود ! عيد الأضحى هذا العام بدا باردا ربما لأكثر من سبب فنحن لن نعدم الأسباب أبدا كعادتنا في اختراعها ربما بسبب الأسعار المرتفعة أو لعل الأحداث المهيمنة على اليمن والمنطقة العربية التي مازالت محتقنة منذ عام 2011م أو أي سبب آخر..المهم كل عيد وانتم باردون…. (2) جاء في كتب التراث أن الشاعر امرؤ القيس– صاحب المعلقة الأولى- لمّا بلغه خبر مقتل أبيه على يد بني أسد وكان يحتسي الخمر قال :اليوم خمر وغدا أمر ، فصارت مثلا ، ونحن اليوم بعد أربعة عشر قرنا لمّا جاءنا العيد ونحن مقبلون على مؤتمر الحوار الوطني نقول : اليوم عيد وغدا حوار … (3) كنا في زمن القنوات المحلية ( صنعاء – عدن) إذا جاء عيد الأضحى نتجمع حول الشاشة الصغيرة لنرى النقل المباشر لوقفة الحجاج في جبل عرفات وكنا نستشعر ذلك الموقف المهيب الذي يأخذ قلوبنا فتسيل دموعنا في خشوع ومهابة ونحن نتمتم بالأمنيات أن نصل إلى تلك الديار المقدسة ونقف في ذلك الموقف المبارك.. لكن اليوم في زمان السماوات المفتوحة والقنوات التي تتكاثر كل يوم بالتبرعم، لم نعد نتابع الحجيج ولم نعد نهتم بأمرهم، رغم استمرار الحج كفريضة على المستطيع من المسلمين ، فقد شغلتنا أحداثنا السياسية والاقتصادية عن كل وقفة وكل عبرات فرحم الله الزمان الغابر… (4) لسان حال المواطن اليوم في مجتمعاتنا يردد بيت المتنبي عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ لأمْرٍ فيكَ تجْديدُ رغم أن تلك القصيدة ليس فيها عن العيد إلا هذا البيت والذي يليه في حين بقية القصيدة تدور حول الشكوى وهجاء كافور لكن المطلع بديع ووافق لسان الحال ، برغم أن المتنبي هنّأ ممدوحه الأثيري سيف الدولة الحمداني بعيد الأضحى في قصيدة يقول فيها : هَنيئاً لكَ العيدُ الذي أنتَ عيدُهُ وَعِيدٌ لمَنْ سَمّى وَضَحّى وَعَيّدَا وَلا زَالَتِ الأعْيادُ لُبْسَكَ بَعْدَهُ تُسَلِّمُ مَخرُوقاً وَتُعْطَى مُجدَّدَا فَذا اليَوْمُ في الأيّامِ مثلُكَ في الوَرَى كمَا كنتَ فيهِمْ أوْحداً كانَ أوْحَدَا لكن مطلع قصيدة هجاء كافور سار به الركبان أكثر من غيره… (5) والشيء بالشيء يذكر فالشاعر الكبير عبدالله البردوني ذكر العيد في بيت يكاد يكون نداً لبيت المتنبي السالف الذكر حيث يقول: إن كنتَ العيد فأين العيدْ اليوم المبتكر الغرّيدْ ويمضي البردوني في المقارنة حول السابق واللاحق من الزمن عندما يأتي العيد.. اليوم المهم في العيد هو الأطفال الذين نحس أن العيد عندهم ولهم وبهم أيضا ، فطالما أنهم لبسوا الجديد ونالوا (العواده) وملأوا الشوارع صخبا ولعبا فهذا هو العيد لا أكثر ولا أقل… (6) يأتي العيد والحكومة لا تصرف الراتب إلا قبله بيوم واحد وكأنها تصرف (عواده) وليس مرتبا لأسر عليها من الالتزامات للعيد ما يجعل الحكومة تفكر بصرف الراتب قبل شهر من مجيء العيد ؟! فهل شعر المسؤولون بالبسطاء من الناس أصحاب الدخل المحدود الذين لا يجدون إلا راتب الحكومة الذي لا يغطي نفقات الأيام العادية ناهيك عن الأعياد ؟! فإن كانوا يشعرون فلماذا لم يصرفوا الراتب في وقت مناسب بدلا من الطوابير أمام مكاتب البريد والبنوك؟ أم أن الحكومة تريد لموظفيها في اليمن أن يشاطروا الحجاج مشاعرهم في زحامهم أثناء تأدية المناسك ؟! أما إذا كان المسؤولون لا يشعرون فحسبنا الله ونعم الوكيل؟! (7) في بلادي يقبلُ العيدُ سعيدا وتغني في غداة العيدِ أنفاسُ البوادي تطلبُ العيشَ رغيدا فوق هاتيك الوهادِ *** في بلادي إن أتى العيدُ تناسى كلُّ فردٍ ما التعادي وارتدوا فيه لباسا من صداقاتٍ جديدة والتقوا فوق وسادِ يمضغون) القاتَ) والأخبارَ عن كل العبادِ رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=459905047381909&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater