كل الانتخابات الرئاسية الامريكية تصاحبها ضجة إعلامية واسعة امريكياً وعالمياً وهذه مسألة طبيعية كون امريكا تعتبر الأقوى في العالم عسكرياً واقتصادياً وعلوماً وتكنلوجياً وهي بهذه المكانة القوية فإن لها تأثيراً كبيراً على مستوى السياسة العالمية ولها حضور قوي في كل شاردة وواردة في هذا العالم فما من مشكلة في هذا العالم إلا وامريكا لها حضور ومثل هذا الحضور أحياناً ما يكون إيجاباً وأحياناً أخرى سلبياً فأمريكا الدولة العظمى تعتبر نفسها الوصية على العالم وكل ما يدور في الساحة الدولية تعتبر نفسها معنية به بمبرر أنها تحمي مصالحها الاقتصادية والقومية ولا نجا في الحقيقة إذا مكنا أن معظم دول العالم تخطب ود امريكا وتتقرب إليها وتطلب رضاها بدليل أن ما من مشكلة أو خلاف بين دولتين أو مشكلة أو خلافات في إطار الدولة الواحدة تتجه كل الأطراف المختلفة صوب الولاياتالمتحدة طالبة منها التدخل والمساعدة لحل المشكلة أو الخلاف القائم ولنا مثل هنا في اليمنفأمريكا كان لها دور في خلخلة الوضع الذي عانته اليمن خلال الشهور الماضية وهذه حقيقة لا يجهلها أحد، وهكذا إن القوة التي تمتلكها أمريكا قد مكنتها على فرض إرادتها وتمرير سياستها بما تمليه عليها مصالحها.. كما استطاعت بذلك أن تهيمن على معظم المنظمات الدولية والإقليمية بحكم مساهمتها المالية الكبيرة في ميزانيات هذه المنظمات ومثال ذلك فإنها تدفع ربع ميزانية الأممالمتحدة وثلاثة أرباع على باقي دول العالم من هنا لا غرابة من أن تترافق الضجة الإعلامية الكبيرة مع انتخابات الرئاسة، لكن ما أريد أن أشير إليه هو أن العرب كغيرهم يترقبون ما تمخض عنه مثل هذه الانتخابات ويفرطون في التفاؤل من الرئيس فلابد إذا نجح فإنه سيمتلك العصا السحرية لحل مشاكلهم وفي مقدمة ذلك قضية العرب المركزية وعلى العرب أن يتعلموا من الماضي وأن يعو ويدركوا جيداً أن السياسة الأمريكية الخارجية واحدة لا تتغير سوءاً فاز الرئيس ديمقراطياً أو جمهورياً لأن عقيدة الحزبين تتطابق إلى حد كبير في مسألة السياسة الخارجية تحديداً سياستها إزاء قضية الشرق الأوسط القضية الفلسطينية فكلا الحزبين يخطبان ود اسرائيل ويعتبرانها الخليط الاستراتيجي الذي يركن عليه في تنفيذ السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وافريقيا من هذا المفهوم على العرب وخصوصاً القادة منهم أن لا يعولوا على أمريكا في المساعدة على الضغط على اسرائيل للتسليم بالحق الفلسطيني، وفي حالة واحدة يمكن لأمريكا أن تغير من سياستها الشرق أوسطية.. أما لصالح العرب أو على الأقل تلتزم سياسة الحياد وهذه الحالة هي وحدة الموقف العربي واتخاذ سياسة اقتصادية عربية موحدة ضاغطة على أمريكا فهذا أولاً وأخيراً والعرب يمتلكون الكثير من الأوراق التي تجعل أمريكا تراجع حساباتها ومصالحها في المنطقة فوحدة الموقف العربي اقتصادياً وسياسياً وبما يخدم القضايا العربية سيجعل الآخرين بما فيهم أمريكا يتعاطون مع الشأن العربي بطرق وأساليب ايجابية تخدم الأهداف العربية دون ذلك ستظل أمريكا هي الحاضنة لإسرائيل. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=462209737151440&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater