لطالما كانت المرأة هي المادة الأساسية في مذاهب الفقه الإسلامي، ليس لأن مؤسسي المذاهب وتلامذتهم اعتبروها عالماً غامضاً كثير الأسرار والخصوصيات؛ بل لأنهم اعتبروها «ملطشة» يمكن التفقه عليها وجعلها فأر تجارب بامتياز.. رغم الخلافات الجذرية بين المذهبين الأساسيين في العالم الإسلامي- السني والشيعي- حيث إن خلافاتهما في كل الجزئيات حتى تلك التي فصّل فيها القرآن الكريم وصار الحديث فيها ضرباً من ضروب مضيعة الوقت والعبث والتفقه على الله عز وجل، إلا أن هذين المذهبين اتفقا على أن المرأة مخلوق من أجل «سي السيد» يشكلها فقه حسب رغبته وحاجته ومستوى تفكيره .. فهي مخلوق للمتعة والمتعة فقط، ويستندون في ذلك بالآية القرآنية«مثنى وثلاث ورباع» دون النظر لما قبلها ومابعدها، ويستدلون بزواج الرسول صلى الله عليه وسلم، لذا هم مؤمنون أن فقه المرأة هو مجموع من الأدلة حتى وإن كانت وهمية تمكن الرجل من تشكيلها وترويضها حسب رغبته وحاجته وضرورته هو فقط... المرأة في الفقه الاسلامي هي كل مايندرج تحت عنوان المحرمات والممنوعات والمكروهات والكبائر والرغبات، باختصار كل مايريده الرجل ويناسبه وباسم الله.. في حين يقر رجالات الدين في المذهب الشيعي جواز الاستمتاع بالمرأة من العامة من غير نساء السادة أو الأشراف- وهذا التحليل يندرج تحت قاعدة شيعية مأخوذة من الموروث الشعبي الذي يلخصه المثل القائل «حقي حق وحق الناس مرق».. لذا هم يقرون في مذهبهم الاستمتاع بالنساء بل بتعبير أدق بالإناث، ابتداء من سن الثانية من عمرها فما فوق، طالما أن الرجل رغب في ذلك، أما لماذا فلأن الفقه فقه وكل واحد حر بفقهه.. بينما في المذاهب السنية المرأة مخلوق تافه وناقص ولأجل ذلك لا تكتمل انسانية المرأة إن لم يمتلكها رجل ويؤدبها ويصنع منها مخلوقاً متفقهاً بفقه متبنٍ لرغباته.. في الجامعة تحدث إلينا ذلك الدكتور المتشدد عن قطع المرأة والكلب الأسود لصلاة الرجل إن مرا أمامه حتى إن وجد حاجز أو فاصل، تساءلنا نحن مجموعة طالبات.. الكلب الأسود وفهمناها لكن ما بال المرأة، فرد: «المرأة هنا قياساً على الكلب الأسود» أعتقد أن الأمر واضح ولا يحتاج إلى سؤال والقياس هنا قياس منطقي جداً..؟؟!! كنت أتحدث مع فتيات داعيات وكالعادة كان حديثهن كله يدور حول المرأة كنت استمع إلى حديث رجال دين مبتدعين من القرن الخامس الهجري ولكن بلباس نساء قالت إحداهن “ المرأة فتنة عظيمة على الرجال.. يا أخوات اتقين الله فيهم والله إنهم أمانة في أعناقكن، والله إني لأسمع... فاصل.. تخنقها العبرة وتضع يدها على وجهها تمسح دموعها.. والله إني لأسمع أصوات حور العين غاضبات... فاصل.. عبرة ودموع.. فاصل.. عبرة دموع.. غاضبات يدعين علينا وهن يقلن اتقين الله فيهم إنهم..فاصل عبررررة وشلال دموع.. إنهم أمانة وضيوف عندكن فأحسن إليهم واتقين الله فيهم.. طبعاً لا أنكر أني بكيت من التأثر فقد تخيلت معشر الرجال وهم مغلوبون على أمرهم مستضعفون في الأرض يتكورون كوجانتهم المنتفخة بوريقات القات في زوايا الغرف والمجالس وهم يتجشأون غازات الغداء الدسم الذي تناولوه في أحد المطاعم.. تاركين أطفالهم وزوجاتهم برفقة العلب الزبادي وخبز التنور.. المهم بعد هذه الفقرة الدرامية المؤثرة بدأ باب النقاش مفتوحاً على مصراعيه وكل النقاش كان هجوماً حاداً على المرأة فسقت كثير من النساء بعضهن بسبب الحجاب وأخريات بسبب الأفكار وبعضهن بدون سبب منطقي، كان الفقه الذكوري حاضراً بقوة غاشمة ومخيفة.. أتعجب كيف استطاع الرجل المشرع استقطاب المرأة في صفه وجعلها عدوة لنفسها وللمرأة حولها.. أي خطاب ذلك وأي عقلية تلك..؟؟ [email protected]