سرق الوطن ,انفلت الأمن ، قتل المواطن ، قطع الطريق ، ضرب الكهرباء ، نهب البنك ، أصبح نائب الفاعل نشيطا جدا وفاعلا في هذه البلاد وهو دأبه منذ زمن بعيد ، هذه البلاد التي تسير بالإنابة لغياب الفاعل الحقيقي في حياتنا على مستوى الايجاب فنعكس طردا على مستوى السلب حتى أصبحت ثقافة الناس كذلك بالإنابة وتوطن وعي ديموغائي لدى المواطن لديه فصار يتحدث بضمير الغائب بل و الأنكأ والذي يبعث على الشفقة والتقزز معا أن يصل هذا العبث إلى المسئول في هذه البلاد فصار يتحدث بلغة الشارع وبالإسناد دوما الى نائب الفاعل هذا على مستوى ما يقع في هذا البلد وما أدراك ما يقع على هذا البلد...... يا عالم يا ناس أين الفاعل في كل هذا ؟ ليخلف هذا الكم من الانابة بل اعتدنا وتعودنا ...وصرنا (متعودين ) البلاد ترتكب فيها الأفاعيل بالعمالة المبطنة أين الفاعل ؟ الفاعل في خبر كان يبدو أن الجملة الفعلية قد نهبت كذلك ، لقد قاد نائب الفاعل البلاد إلى الاستلاب فصار الفعل مسخاً ومشوهاً وصارت الرؤية ضبابية ومعتمة ، فكثرت الإعاقات الفكرية والسياسية والاجتماعية ، ولكل من حاول أن يظهر الفاعل سلبا أو يظهر كفاعل ايجابا يذبح يقص يستبعد ، لماذا ؟ لأنه في طبيعة الحال الفاعل أقوى من النائب , ذلك يجرد الطفيليات التي تعيش على الانابة من عملها ، الفاعل الايجابي مشروع والفاعل قوة والفاعل الظاهر والمرفوع بالقوة الظاهرة على أوله وآخره تجعل الجميع يعيد حساباته وفق واقع حقيقي ، لا افتراضي هزلي . في زمان ما من أزمنة هذه الأرض المتخمة بالانتكاسات وموت الضمير استطاع الفاعل أن يظهر جليا بجانبه الإيجابي ويكون مشروعاً على حساب نواب الفاعل الذين يمارسون الرذيلة مع الوطن , فماذا كانت النتيجة ، اغتيل ذلك الفاعل الجميل وبقي نائب الفاعل هو الذي يسير بالبلادالقهقرى, ذلك الفاعل الجميل تعرفونه أنتم جيدا ، إنه الرئيس الراحل الشهيد إبراهيم الحمدي ، الذي كان فاعلا حقيقيا وظاهرا يحمل مشروعاً حقيقياً ، وأمامه كل الأدوات الضعيفة والمرتهنة غابت ، فغيب حتى لا يكون لهذا الوطن جملة فعلية سليمة في حاضره ومستقبله . اللغة المكرسة في الخطاب السياسي والإعلامي التي جعلت الشارع يعيش حالة الرضا الكاذب بواقع هامشي وبعض حياة وحقيقة معلبة وفق إرادة ورغبات القوى الرجعية في هذا الوطن ، فأخذنا نسمع عن ضرب خطوط الكهرباء ولا نحصل على معلومة دقيقة وواضحة ، نتحدث عن الفساد وسرقة المال العام ويظهر في الخطاب الإعلامي مفردات ومسميات مطاطية ونائب الفاعل هو الحاضر حتى غدا المفعول به هو الفاعل ، وصار الضحية هو القاتل وصارت البلاد المسروقة والمنهوبة هي الناهبة ، لماذا ؟ مجموع القوى والفاعلين الحقيقيين يخدمون مشروعاً لفاعل آخر لا يرضى أن يرى اليمن بخير فخيرها يعريه ويظهر مدى ضحالة فكره . هذا الوعي الزائف الذي تستر على أعداء الشعب , وفيروسات الوجع والمرض فيه ، فخلق تربة خصبة لتغييب الفاعل الرائع في مسيرة نمائه وتقدمه بين التستر والتغييب أفقد الوطن ماهية الركب وتفاصيل السير فأخذ يتخبط ذات اليمين وذات الشمال . وللأسف إن تلك الكائنات الليلية التي تعمل على جعل الفاعل ضميراً مستتراً تقديره الله أعلم ، تعمل بكل طاقاتها على أن تمرر مشروع نائب الفاعل من جديد في ظل المتغيرات الوطنية وفي ظل حركة التغيير , من أجل أن يعودوا بالوطن إلى مربع الحكم بنائب الفاعل وتدار المؤسسات والمحليات والهيئات بجملة نائب الفاعل . ما فيش خراج يا عالم إذا ظل الفاعل ضمير مستتراً والفعل جملة لنائب الفاعل وما فيش غير انكم تشتحطوا والى هنا وبس ويكفي لخاج وركبوا الجملة الوطنية الفعلية بمكوناتها الحقيقية الكاملة لنشوف دجاهنا ويكفي حساس بالغدرة .