عصية.. عصية ياملوث اليدين والبدن.. قالها قديماً شاعر الوطن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح أطال الله في عمره وسوف تبقى “عدن” كذلك على مدى تعاقب العصور بإذن الله تعالى مدينة يمنية عصية على النائبات وبعيدة جداً عن دنس الأيدي الملوثة، والأبدان الغريبة عن هويتها روحاً ومودة وحياة وطن.. هذه هي “عدن” التي نعشقها أرضاً وإنساناً وتاريخاً يمانياً أصيلاً من عبق أنفاسها العاطرة بدفء البحر تهديك طيبات هواها ومن ينابيع إبداعاتها المتجددة تعطيك متسعاً للتحليق في فضاءات الوطن حباً وولاءً وإيثاراً وتوحداً. هذه هي “عدن” التي تعشقنا منذ المهاد وتشد على أيدي اليمانيين أن هيا اصنعوا وطناً جديداً بنا يمضي ونمضي به إلى آخر المجد وكل الغد المنتظر.. ولقد تكسر صمت المحبين على بابها ليعلو ويسمو بآفاقها صوت النضال الذي زلزل الأرض ضد الطغاة وأشعل ثورات شعبٍ أبيّ لتدخل ويدخل كل اليمن هذي ال”عدن” بثوب جديد تجلى بألوانه الزاهيات يهدي إلى المجد مجداً جديداً ونحن نحط على هامها بهاء القصيدة انجاز وحدتنا الخالدة. هذي هي “عدن” التي ما شاخ قط على وجهها شباب العطاء، ولكننا نحن من خافها أرضاً وقمحاً وزهراً وعطراً وبحراً وفكراً وفجراً وشعراً وإشراق نور يضفي على شارع الحب فيها حباً جديداً وحسناً جديداً ويضفي على كل إبداعها خلقاً جديداً.. فعذراً “عدن” !!! لأيامك الحق ألا تبوح بأسرارها لهذي الليالي التي تعتريك فوضى حياة، وأنت التي صرت وحدك تبكي منا عليك.. عذراً “عدن”!! وقد خاب ظنك فينا مراراً وعبثاً تفش روحك فينا عن قطرة ماء أو وهجاً من الضوء أو روضة طفل يمارس فيها حلو المشاعر كأنما صارت علاقاتنا خالية إلا من غربة الوجوه الأليفة.. عذراً “عدن” وقد خدش البؤس فيك الجمال وأصبحت عمداً وبغير عمد مرتعاً للمترفين.. فهذه أنت التي صرت.. أواهُ !! نشتاق فيها دفء ابتسامة.. ولم لا وقد ملأت رحابك أكوام القمامة وأساءَ إلى مظهرك الحضاري البناء العشوائي المشين، وتكالبت عليك الكثير من مساوئ العمل الخدمي والتنموي والعدل الاجتماعي لدرجة صار فيها صوتك العالي المطالب بحق من حقوقك جريمة تقوم لها قيامة جهل الجاهلين وتدق لأجلها طبول الخراب. ولنا في قادم الأيام الأمل معقود على نواصي الخيرين من عشاق الوطن ليس لغسل غبار الأسى عن وجهك الأصيل ولكن لغسل غبار الفساد وتنظيف حاضرنا من المفسدين في عموم الوطن أجمع ليبق اليمن وتبقى عدن قلبه النابض بالأمن والأمان والحق والخير والجمال والوحدة الخالدة. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=463995390306208&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater