تصوروا يا عرب أن الكيان الصهيوني يرسل طيرانه العسكري ليعتدي على السودان.. بل على العاصمة السودانية!! يا ليت أن القارئ يمسك خريطة للوطن العربي وينظر فيها المسافة بين فلسطينالمحتلة، وبين السودان وهي المسافة التي قطعها الطيران الحربي الصهيوني ليقصف مصنعا سودانيا لتصنيع أسلحة خفيفة، وذخيرة.. وهي مسافة محاطة بالعديد من الأقطار العربية مثل الأردن، مصر، السعودية.. وجميع هذه الدول التي تفاخر وتؤكد أنها بنت جيوشاً واقتنت أسلحة ومعدات رصد متقدمة لحماية أجوائها وبحرها وأرضها.. ومع ذلك عبرت الطائرات الصهيونية دون أن ترصد أو ترى أو تكشف.. أليس هذا غريبا؟!! إنه في شدة الغرابة .. ويعد تحدياً صهيونياً صارخاً للسيادة العربية وانتهاكاً صهيونياً لكل الأعراف والمواثيق الدولية.. ومع ذلك مر العدوان في ظل صمت عربي ودولي رهيب حتى إدانة لم نسمع!! العدوان الصهيوني على السودان يعتبرمؤشراً خطيراً جداً ورسالة خطيرة جداً ليس للسودان .. لأن السودان قد ضرب، قصف، دخلت الطائرات الصهيونية أجواءه، وحتى وصلت الهدف في العاصمة وقامت بقصفها وعادت “سالمة غانمة” دون أن تجد أي مقاومة أو تواجه حتى طلقة قذيفة من الدفاعات الجوية، أيضاً لم ترصد، فسلاح الجو والدفاعات الجوية السودانية، والرادارات يظهر أنها كانت نائمة .. لكن هل فهمت بقية الأقطار العربية على البحر الأحمر الرسالة التي أرادتها العصابات الصهيونية؟!! أعتقد أنها لم تفهم الرسالة، وعليه لم تكن هناك أي ردود أفعال من قبلها وخاصة «مصر» التي تعتبر السودان عمقاً استراتيجياً لها!! على أي حال الرسالة التي أرادها الصهاينة هي أن الذراع الصهيونية الجوية طويلة، وقادرة أن تصل إلى أي عاصمة عربية وتقصف ما تريد وتعود بسلام إلى قواعدها. أيضاً قد تكون هذه الرسالة أيضاً موجهة لإيران، وأن الصهاينة على اقتدار من شن غارة جوية على المنشآت النووية الإيرانية، لأن المسافة بين الكيان الصهيوني في فلسطينالمحتلة تكاد تكون نفس المسافة بين فلسطينالمحتلة وإيران. الخلاصة أن الهجوم الجوي الصهيوني على السودان لا يعكس إلا مدى ضعف وتهالك الوجود العربي أمام العدو الصهيوني، ومدى استهزاء واستهتار الصهاينة بالنظام العربي عموماً وبالنظام القطرية خصوصاً.. وتريد التأكيد أنها السيدة في المنطقة والعرب نيام!!