لعل أعقد ما أفرزته أحداث الربيع العربي: تفاقم حدة الصراع بين إيران والإخوان في المنطقة.. لكن ماذا لو اكتشفنا أن ما يجري في غزة حالياً يمثل ضلالاً لا متوقعاً لذلك الصراع أيضاً؟. إن المعركة في ظاهرها تبدو بين الفصائل والكيان الصهيوني، فيما يمكننا أن نقرأ باطنها - خلال هذه المرحلة - كمعركة كسر عظم من أجل فرض إرادات جديدة بين أبرز الفصائل الفلسطينية المنقسمة من ناحية التحالف أو الولاء التام كما نعرف بين إيران والإخوان، وبالتأكيد لم تفكر إسرائيل بهدية كهذه أبداً لشرخ وحدة فصائل المقاومة من ناحية ومراجعة حساباتها تجاهها بعد كشف أوراقها التسليحية أكثر، وبالذات: «حماس، الجهاد ، الجبهة الشعبية»، غير أننا لا نأمل أن تدخل فصائل المقاومة على الإطلاق مرحلة الارتهان ل «أجندات أقطاب الصراع الإقليمي» وصولاً إلى قيامها مثلاً بإثبات حضور غير واعٍ وغير محمود في غزة حد التوتر فيما بينها؛ تعزيزاً في الأصل فقط لحضور تأثير مصالح داعميها في المشهد الفلسطيني «العربي والإسلامي عموماً» بقدر ما نأمل تجسيدها في هذه اللحظات الحرجة لروح الوحدة الوطنية الفلسطينية أولاً وأخيراً. والشاهد أن الاستراتيجيات الملغزة التي قادت إلى الأحداث القائمة الآن بغزة على نحو دراماتيكي وفي مرحلة تحولات أكثر حساسية لا يمكن فصلها عن محمولات الربيع العربي بمختلف حيثياته وما أفضى إليه بين المعسكرين الرئيسين إيران والإخوان، لذلك نزعم إمكانية أن تكون النتيجة هي التي نخشاها في غزة، ما يجعلنا نشدد على أهمية انبعاث وعي فصائل المقاومة بشكل لائق لوضع مسافة موضوعية من نوايا صراع إرادات وتوجهات «قطبي الرحى». أما الواضح الآن فيتمثل في تميز فصائل المقاومة بصواريخ فجر التي تصل تل أبيب! وعلى الأرجح تعاني مصر مأزقاً شديداً، كما بالمقابل يبدو بشار أكبر المستفيدين مما يجري، إلا أنه دائماً حين تتهيج البشاعة الإسرائيلية كانت غزة العظيمة وحدها من تدفع الضريبة مجدداً.. وستظل! إن ذلك قدرها الذي لا أقسى منه.. قدرها الذي يفضح جميع الأوغاد والانتهازيين في هذا العالم بلا استثناء. فضلاً عن هذا يبقى الأمر الواقعي الذي يجب أخذه في الاعتبار جيداً هو أن الصواريخ الإيرانية أعطت للمقاومة «الأفضلية التسليحية قصيرة الأجل» قياساً بترسانة إسرائيل الأكثر تفوقاً وفتكاً بمراحل. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=465970066775407&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater