“من أجل اليمن” هذه حملة لو تذكرونها كانت تدعوللتبرع لليمن بالمال والمواد الغذائية، كم شعرت بالحزن ونحن نرى دول الخليج ترسل لنا القمح والشعير والرز، وتذكرت في ذاك الوقت أن اليمن بلد ليس لديه اكتفاء ذاتي وأنه يزرع القات أكثر من القمح والشعير أو أي شيء آخر..القات فوق الجميع!. صحوت على الخبر المفرح«النواب يناقشون قانون معالجة أضرار القات تدريجياً”، أطلقت تنهيدة ارتياح وقلت، «الحمدلله لم يذهب تعب الوقفة التي وقفناها أمام البرلمان في نوفمبر الماضي سدى، لم تذهب حملات القات التي بدأت في 12 يناير سدى، لم يذهب حلم م حاربي القات منذ سنين طويلة سدى”. ولكن مالبثت هذه الفرحة أن تبخرت أو كادت أن تتبخر حين علمت بأن أعضاء البرلمان منهم من رفض هذا القانون الذي يعالج كيفية حل مشكلة القات على مدى 20 سنة. قدم القانون البرلماني نجيب غانم منذ فترة ثم تم توقيفه، وكان لوقفتنا التأثير في أن المجلس قرر أن يستأنف مناقشة القانون. القانون يحدد كيف سيتم تعويض المزارعين تدريجياً، وكيف سيكون هناك توعية للمواطنين نساءً ورجالاً وأطفالاً، وكيفية منع القات في المؤسسات الحكومية. كل شيء في هذا القانون منطقي ويتحدث عن خطة على مدى عشرين عاماً، أي أن المفترض أن من يتعاطى القات لا يشعر بالقلق لأنه لازال بإمكانه تعاطي آفة القات 20 عاماً قادمة، هذا إذا لم يقضِ سم القات عليه قبل ذلك لا سمح الله. لم يكتفِ مجموعة من ممثلي الشعب في البرلمان بالاعتراض، بل إن اثنين منهم قالا بأن القات«ذهب أخضر». لا أدري لماذا تعاني اليمن من فقر إذا كان لديها هذا الذهب الأخضر؟ هل ماقاله البرلمانيون كان من باب الدعابة أم هو عدم وعي منهم، أم ماذا؟ هل يصدقون فعلاً أن القات ذهب أخضر، أم أنها أنانية ؟أم أننا دائماً مانفكر على المدى القصير ولا نرى أن الوقت يمر واليمن من سيئ لأسوأ اقتصادياً واجتماعياً، هناك من البرلمانيين من فكر في أراضي القات التي يمتلكها ونسي أن بلده يعاني من الجفاف في حين أن 70 % من المياه الجوفية يذهب للقات. الشعب يزداد تعلقه كل يوم بالقات الى أن أصبح القات أهم من الاقتصاد والمياه والتعليم. أصبح الأب المعدم لا يفكر في أن يحسن ظروفه أو يعلم أبناءه لمستقبل أفضل وإنما يفكر في أن يشتري القات بالآلاف. لا ألوم الشعب ولكني ألوم ممثلي الشعب لأنهم يرون ما يجري ويسكتون على هذا الوضع وكأنه موضوع يخص بلداً آخر ليس بلدنا. إذا لم نهتم بأكلنا وشربنا فبماذا نهتم؟ القات حالياً يأخذ من أكلنا وشربنا وهذه حقيقة لا تحتمل الجدال. كلنا يعرف وادي السحول الذي كان ملجأ لكل فقير يشعر بالجوع، فهناك كان القمح والشعير، وادي السحول تحول من ملجأ للجائعين إلى مزارع للقات. كل ما أخاف منه، أن يأتي يوم لا نجد ما نأكله غير شجيرات القات، وأن نلتفت فلا نرى غير “الذهب الأخضر” الذي لا يؤكل ولا يسمن من جوع! وفي الأخير أشكر كل برلماني وطني، سواء كان من متعاطي القات أم لا، ولكنه على الأقل رفع صوته وقال«نعم، القات مصيبة على اليمن، فلنبدأ بحلها الآن قبل فوات الأوان». رابط المقال على الفيس بوك