انتهت اللجنة التحضيرية من إعداد مسودة مشروع الحوار الوطني وتحديد ميزانيته وتقديمه للأخ/رئيس الجمهورية وأعتقد حتى اللحظة مازالت بعض القوى الحزبية والسياسية في حيرة من أمرها، هل تشارك أم لا باستثناء الحراك والحوثيين اللذين رفضا المشاركة وهذا يحسب عليهما وليس لهما وتعد نقطة سوداء في تاريخها ولن يغفرها لهما الأجيال الحالية واللاحقة ولا المجتمع الدولي إذ لم يتراجعا عن قرارهما. أما البعض الآخر فمنهم من يقدم رجلاً ويؤخر أخرى، ومنهم من ينتظر النتيجة المسبقة لمعرفة المكسب الشخصي، لاهم لهم إلا كم سيكسبون من المال وماهي المصالح الشخصية التي سيحققونها، ومنهم من سيدخل على استحياء ومنهم مثل الأطرش بالزفة، وبالأخير سيجدون أنفسهم صفراً على الشمال لايقدمون ولا يؤخرون فالخير للوطن والأفضل للحوار أن يبقى مثل هؤلاء خارج التغطية منبوذين في هامش التاريخ. فالحوار الوطني سينعقد وسيحقق نجاحاً كبيراً ونتائجه مرتبة مسبقاً ومرضية كما يريد أربابها رضي من رضي وأبى من أبى، فالإرادة هي إقليمية ودولية لأن أمن اليمن وسلامته يهم المنطقة بأسرها، والاختلال الأمني وانفلاته والصراع المذهبي والثأر القبلي والانتقام الحزبي سيجعل من اليمن بيئة خصبة لنمو الإرهاب وانتشاره بشكل مكثف ومريب، وبلاشك كل ذلك سينتقل إلى دول الجوار وإلى المنطقة بأكملها، بل سيغذي الإرهاب العالمي بشتى بقاع الأرض، ولهذا كان اهتمام دول مجلس التعاون الخليجي ومساهمتها بإخراج اليمن من أزمته من خلال المبادرة الخليجية وآليته التنفيذية والمدعمة من مجلس الأمن الدولي كان نابعاً من حرصها الشديد على سلامة أراضيها وشعبها وهذا أمر طبيعي ومن حقها الشرعي ويحسب لها لا عليها ويشكرون على ذلك. ويأتي الآن دورنا نحن كيمنيين أفراداً وأحزاباً وتنظيمات سياسية وهيئات وجمعيات ونقابات وكل منظمات المجتمع المدني ماهو دورنا المطلوب تجاه الوطن وكيف نلعبه في سبيل لم الشمل وتضميد الجروح والسمو فوقها رغم ألمها الشديد وطي صفحة الماضي وتصفية قلوبنا وفتح صفحة بيضاء نرسم عليها أسس وقواعد يمننا الجديد يمن الحب والسلام اليمن السعيد ونضرب للعالم بأسره أروع الأمثلة ويتحقق فينا قول الرسول صلوات ربي وسلامه عليه الإيمان يمان والحكمة يمانية. الفرصة مازالت سانحة والطريق مفتوح أمامنا لإعادة اللحمة وإعلان المصالحة الوطنية الشاملة والدخول جميعاً والجلوس على طاولة مؤتمر الحوار الوطني نشترك جميعاَ في نقاش جاد حقيقي شفاف بعيداً عن الحقد والكراهية والمناكفات الحزبية والصراعات المذهبية والنزاعات القبلية ونرسم الملامح والقواعد والأسس العلمية في بناء دولة مدنية حديثة، تتيح لأبناء الوطن الواحد الإبداع والتفنن والتفاني في التعبير عن وطنيتهم وحبهم لبلادهم من خلال مساهمتهم في إعادة بناء الإنسان والوطن كل في مجاله وتخصصه لإيجاد وطن يمني عظيم يسع الجميع . فمؤتمر الحوار الوطني هو أحد بنود المبادرة الخليجية ويمثل المخرج الفعلي من عنق الزجاجة ولا مجال فيه للتخاذل والمزايدة فالكل سيحضر ويشارك ومن تخاذل وغاب فلن يغيب إلا نفسه ولن يقبل الوطن والتاريخ عذره أو مبرراته فالحوار الوطني هو مطلب اليمنيين جميعاً من قبل هبوب رياح الربيع العربي على الوطن العربي وقبيل نشوب الأزمة السياسية التي كانت قائمة من قبل لكنها بلغت الذروة بعد وصول رياح التغيير إلى بلادنا وتجاوزنا إعصارها الشديد بصعوبة عبر تلك المبادرة التي لم يكن فيها طرف منتصر على الآخر ، إنما كان المنتصر هو الوطن لا سواه . لهذا أوضح مؤتمر الحوار الوطني ضرورة حتمية للمضي قدماً نحو البناء والتنمية الشاملة والأمن والاستقرار وضماناً مؤكداً لعدم دوران عجلة التغيير إلى الوراء والعودة بنا إلى المربع الأول . . لايمكن الخروج من الدائرة المغلقة والوصول باليمن إلى بر الأمان إلا بالحوار الوطني الجاد وصدق النوايا ولا أحد قادر على حل مشاكلنا الوطنية الداخلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا نحن اليمنيين ولا نتوقع أن يأتينا الحل من الخارج ولا يعقل أن يأتي عبر العصا السحرية اطلاقاً إذا لم نكن نحن صادقين مع انفسنا وهذا هو مايدركه الجميع ويدعو إليه ذوو الألباب من أبناء الوطن النبلاء والخيرين الوطنيين الشرفاء الذين رضعوا حب الوطن وتربوا على الولاء الوطني وجسدوا معنى المواطنة الحقيقة بأقوالهم وأفعالهم . فهل نستجيب لنداء العقل والضمير والإنسانية والوطنية أم نتجاهل ذلك ونبقى في عنق الزجاجة التي ربما إن تمادينا فيها فسترجعنا إلى المربع الأول؟ . رابط المقال على الفيس بوك