(1) «إب» هذا الاسم الذي يعبق بالخضرة والنضارة ..مدينة بسيطة مثل بساطة أهلها الذين هاجر العديد منهم عنها إلى كل جهات المعمورة ،لأن إب تحتل المرتبة الأولى من بين محافظات الجمهورية في عدد المغتربين ، لكن إب تظل في قلب كل واحد منهم ولو بعدوا عنها . (2) هذه الأيام يدور في كواليس السياسة مشروع قرار إعلان إب العاصمة السياحية .. الحقيقة هذا أمر شاع من زمن فالمدينة مرشحة لذلك بفضل الطبيعة الساحرة التي حباها الله بها ، ومنْ يزر مدينة إب سيجد ذلك واضحاً فمن (وادي الدور ) إلى (وادي بنا) و(وادي الجنات) إلى غيرها من المناطق الكثيرة ، لكن السياحة ليست طبيعة فقط فالسائح القادم إلى أي مدينة سياحية يحتاج إلى خدمات تسهّل رحلته ، فما هو استعداد إب لذلك ؟ هل يكون القرار المرتقب بإعلان إب العاصمة السياحية هو البوابة التي ستدلف من خلالها إب إلى خدمات مميزة من قبل الجهات ذات الاختصاص في الدولة ابتداءً من مسؤولي إب أنفسهم في المحافظة حتى رئاسة الوزراء ؟ (3) نريد إب مدينة سياحية لا (سلاحية) ولعل نزع السلاح منها – وللحق قد بدأ هذا الأمر بوضوح في هذه الأيام- هو العمل الأول والأهم على طريق إعلان إب العاصمة السياحية ، فالمدينة السياحية يجب أن تكون مدينة آمنة سواءً لأهلها أو لمنْ يرتادها ؟! (4) لفظة (سياحي) موجودة على لافتات كل فنادق ومطاعم إب تقريباً، لأن اللفظة عندهم (لازمة) طبيعية لجذب الزبائن ، فماذا سيفعل هؤلاء إذا أُعلنت إب العاصمة السياحية ؟ هل يضيفون إلى جانب لفظة (سياحي ) سياحي أخرى؟ أم يقولون سياحي (مرفوع) للقوة الثانية أو الثالثة على طريقة الرياضيات ؟ أقول السياحي الحقيقي هو في الخدمات المميزة التي تُقدّم في هذا المرفق أو ذاك ، وليست اللفظة المعلّقة على اللافتة ، وليس أيضاً في غلاء الأسعار ؟! (5) إذا تم إعلان إب العاصمة السياحية أدعوا أهل الاختصاص لمراجعة أموراً كثيرة في هذه المدينة – على سبيل المثال – حركة المرور للباصات والدراجات النارية في ظل شارعين رئيسيين في المدينة تصل إلى حد الاختناق في أوقات الذروة.. في عاصمة سياحية مرتقبة تحتاج إلى مراجعة لكل فنادق المحافظة لتكن على مستوى الحدث. وكذلك لا ننسى خدمات الصرافة والمطاعم وأماكن الترفية والحدائق العامة وغيرها .. وبما أننا نتحدث عن السياحة هل تلتفت وزارة التعليم الفني إلى مدينة إب فيتم إنشاء معهد فندقي فيها؟ خصوصاً أن عاصمة المحافظة ليس فيها معهد تقني صناعي واحد ؟ (6) ونحن نتحدث عن تأهيل المدينة لا ننسى أن يشمل هذا التأهيل الإنسان فيها فلا يقتصر التأهيل على الشجر والحجر وننسى البشر الذين هم محور الارتكاز في التعامل مع الوافدين ،وذلك بتحسين وضعهم المعيشي وتوفير فرص العمل للشباب في هذه المحافظة .. إذا أردنا سياحة راقية في إب فليكن أهلها على مستوى هذه المهمة من خلال إشاعة ثقافة سياحية – إن صح التعبير- بين أفراد المجتمع في إب في المدارس والجامعات ومنابر الثقافة والمنتديات في العاصمة السياحية المرتقبة ،حتى لا تكون لفظة (سياحي) مرتبطة بغلاء الأسعار – التي لا تحتاج إلى المزيد – وكذلك الزواج السياحي سيء الصيت…والله المستعان. رابط المقال على الفيس بوك