الناس في بلاد السعيدة متهيئون وينتظرون بفارغ الصبر قرارات الرئاسة التي ستلامس همومهم وتلك الطموحات التي ثاروا من أجل أن يتحقق شيء منها وليس جميعها، ولذلك فإنك تلاقي الناس فيها وعلى مختلف شرائحهم وفي حلهم وترحالهم، وليس لديهم ما يقولونه سوى ذلك السؤال البسيط والطبيعي جداً، ما هو الجديد يا فلان وتبدو الإجابة مخيبة للآمال، على مختلف الألسنة، لا جديد تحت الشمس، إجابة مريرة وحزينة معاً، وتسأل كيف هذا يا خلق الله؟؟ الجديد عند العالم يأتي في كل شهر وفي كل يوم وفي كل ساعة وربما في كل لحظة وتجاب بأن هذا يحصل عند العالم، غير أن موقعك من العالم أين يكون؟؟ وهل أنت جزء من العالم حقيقة، ثم ماذا قدمت للعالم من أجل أن يُسعد بما قدمته له من انجازات تعينه في حياته التي باتت تتعقد يوماً بعد آخر في المحيط العربي، في حين هي ليست كذلك في بلاد الله. ألم تلاحظ أنك مُتهجم الوجه، بائس الحال والمال، كثير العيال، مهموم دائماً وحين تأتي إليك بعض لحظات الفرح فإنك تتعامل معها بجفاء منقطع النظير أليس هذا مرضاً عضالاً يجب عليك أن تطرده وأن تتخلص منه، ثم لماذا نحن بيئة طاردة لكل ألوان قزح، ولماذا يطفح على السطح من يعكر صفو بعض تلك اللحظات النادرة التي تدفع بها رياح ونسائم العالم، سمعنا أن هناك في مدينة عدن المحروسة، يحتفي الناس بليلة عيد الميلاد مثل بقية الناس في المعمورة كل على طريقته ووفق إمكانياته، المهم أن الجميع يحاول أن يُدخل شيئاً من البهجة على نفسه وعلى من معه في عش النكد، أو على شواطئ رامبو أو على شواطئ أبين في خور مكسر أو في بعض المتنزهات التي تعتنق طقوس المحبة والبهجة والفرح. فقد سمعنا أن هناك بعض هؤلاء المتشددين قد انتشروا على العديد من المناطق والمواقع التي اعتاد الناس ارتيادها في إصرار على منع الناس من ممارسة حقهم في الفرح والبهجة ومصادرة أية ابتسامة تبدو في الأفق. وأن هؤلاء المتشددين قد وزعوا الغصة والهموم والأحزان فوق سماء عدن، تلك السماء الصافية صفاء أبنائها بفعل انعكاسات البحور المحيطة بمدينتهم ورومانسيتهم، ويقال بأن هؤلاء المتشددين قد حاصروا النسمات التي ينتظرها أبناء المحروسة لأيام وأنهم وأدوها خنقاً كما فعل أجدادهم، وبات الناس في تلك المدينة وغيرها من المدن اليمنية في حالة مدٍ وجزر مع الأحزان والآهات. وما نوع هذا العقد الذي بين المواطن والدولة وما هي الواجبات التي تقع على عاتق الدولة بموجب ذلك العقد ولعل مسألة حماية وتأمين الناس لا تكون ضمن ذلك العقد.. ومن هي المرجعية للناس في بلاد السعيدة؟ أسئلة كثيرة يرددها هذا البلد المغلوب على أمره ويأتي الجواب من الدولة بتلك القرارات أقصد تعز الحالمة باعتبارها عاصمة للثقافة والأخ العزيز الأستاذ العزعزي وكيلاً لمحافظة الحديدة طيب نحن نعلم بأن تعز الحالمة هي عاصمة للثقافة من أيام الدولة الدستورية وهي تحتاج إلى الوسائل والأسباب لتصبح عاصمة للثقافة فهذه القرارات الشجاعة حركت في بلاد السعيدة وناسها العديد من الأسئلة حول أهمية الثقافة في الوعي الوطني باعتبارها السلاح الفتاك في وجه الجهل وفي وجه السلبيات والقصور، وفي وجه الظلم والظلمات نعم إنها كذلك غير أن السؤال الذي يردده أبناء السعيدة هو كم من المسارح التي تحتضنها محافظة تعز أو حتى العاصمة التي يجب أن تحتل مساحة كبيرة في المسألة الثقافية وكم عدد معاهد الموسيقى والمعاهد الموسيقية وكم عدد المتاحف والمكتبات العامة وكم عدد معاهد الفنون التشكيلية وكم وكم من مختلف الوسائل التي تعتبر ضمن الأجواء الثقافية اعتقد أننا نستطيع أن نقول بملء الفم، إن هذه الأمور المتعلقة بالثقافة ليس لنا فيها لا ناقة ولا جمل وإن الحكومة فيما مضى لم تولها أية أهمية تذكر وأن هناك كان لنا في مدينة عدن بعض الفنون والثقافة كما يوجد عدد من المسارح وكان يوجد معهد للموسيقى وكان يوجد عدد من دور السينما وكان يوجد العديد من الأمور المتعلقة بالثقافة، والثقافة الوطنية خاصة والعامة عموماً بمعنى أنه كان يوجد مجتمع مدني ينعم بوفر من الثقافة ومن المعارف، بل لقد كانت عدن حاضنة للحركة الوطنية اليمنية وللعديد من الثقافات جميعها تتعايش في أحضان هذه المدينة الجميلة غير أن ذلك قد انمحى مع قدوم التتار إلى بغداد وحتى مهرجان القمندان السنوي أطفئت شمعاته المهم في الأمر أن هذه القرارات أضافت تساؤلات كثيرة لدى أبناء السعيدة وجعلت الكثير منهم يتساءل حول هذه الإضافات بل لقد ذهب البعض إلى القول “إرحبي يا جنازة فوق الأموات” كما ذهبوا إلى القول بتندر شديد من أن الحكومة تسبح في فلك الثقافة، ومن أنها حريصة كل الحرص على الثقافة لأنها قوت الدولة وهي بالنسبة لها مثل السمك في البحر، حيث تخشى على هذه الثقافة من أن تحجب وهذه بلغة الصيادين. أما القرار الثاني مع الاعتذار للأخ العزعزي فهو عبارة عن تهميش مع سبق الإصرار والترصد، وفي مثل هذا الحال فإنه يتعين على أبناء تهامة أن يتقدموا بدعوى إلى السفير الأمريكي والدول الراعية بهذه الدولة التي تتعمد تهميشهم وعدم إشراكهم حتى في الوظيفة العامة وعلى أن يبرهنوا لهذه الجهات بأنهم متعلمون حقاً وأن لديهم ما يكفيهم من الشهادات العليا، وأنهم كذلك قد عانوا من النظام الإمامي الكهنوتي المتخلف وكذلك من نظام عمهم علي الذي كان البعض يسبحون بحمده في حين أنه لم يسأل في يوم من الأيام إلا باعتبارهم مسلين له في جلساته ومقيله وهم عينة غير صالحة للمسئولية. هكذا كان العم علي يتعامل مع أحفاد أبي موسى الأشعري وهم اليوم تتعامل معهم الحكومة على نفس الدقة، أقصد الجمعة هي الجمعة والخطبة هي الخطبة والعينة غير الصالحة للوظيفة هم أبناء تهامة. أقسم بالله العلي العظيم إنني لا أؤمن بالمناطقية ولا أؤمن بالعصبية وليس لي في كل تلك السلبيات لا ناقة ولا جمل غير أن لتلك القرارات التي صدرت وقعاً في النفوس وتذكرنا بذلك القول المأثور، تمخض الجبل فولد فأراً. الله المستعان عليك يا زمن!! وفي تقديري فإنه يجب على أحفاد أبي موسى الأشعري، أنه في حالة سدت الأبواب في وجوههم فإنه يتعين عليهم أن يعملوا بالقاعدة الشرعية، التي تقول: بأن “على المتضرر أن يرفع الضرر عن نفسه بكل السبل ومختلف الطرق”. ولأن الموضوع في غاية المهزلة والضحك على ذقون أبناء السعيدة وهو مضحك كما هو محزن، فإن الذي يجب أن يقال، وهو أن المسألة الثقافية والعلوم مثل الماء والزاد والهواء وبأن يكون ذلك في الوقت المبكر من العمر، لذلك فقد قال السلف الصالح “بأن العلم في الصغر كالنقش في الحجر”. وعلى هذا فإنه يتعين على الحكومة الموقرة أن تبطل مثل هذه الزبجات، وأن تبدأ بعمل المداميك لهذا الذي تدعيه الآن، بمعنى آخر فإنها يجب أن تتوجه صوب التربية والتعليم، وعليها أن تمكن التربويين من الصدارة في هذه الوزارة وأن تعمل على إعادة مواد التربية الحقيقة المتعلقة بالنشاط الموسيقي والنشاط الفني والنشاط الرياضي والنشاط المسرحي، مواد العلوم الحقيقة، مواد الفلسفة ومختلف مواد علوم الفلك والكون، وأن تعطي مساحة كبيرة للغات وأن تعمم ذلك في كل عواصم محافظات الجمهورية ثم توجه نشاطها نحو وزارة الثقافة لتعمل على إنشاء المكتبات العامة والمعاهد المسرحية وكليات الفنون الجميلة ومراكز البحوث والترجمة ودور النشر للمبدعين من الطفارى، حيث وهم كثر في هذا البلد المعطاء. وبقي معي كلمة أخيرة مع أن الحديث في مواضيع الحكومة في بلاد السعيدة ذو شجون وهو مثل أرضها الطيبة، ذلك لأن إعلامهم ما يزال على أيام المرحوم، وغير مستوعبين للتغيير مثلهم مثل الحكومة، ولكي أؤكد لكم صدق ما أثبت عليه فقد، سمعنا عبر إحدى الإذاعات اليمنية صباح الثلاثاء، بأن الدولة جاهدة من أجل أن تعمل على إيجاد حكومة الكترونية.. لا تضحكوا أرجوكم. فقط رددوا معي حسبي الله ونعم الوكيل. رابط المقال على الفيس بوك