السيد فايرستون / المحترم تحية طيبة..تواصلاً مع رسالة الأمس أشير إلى أن المنطق العقلي والبروتوكولي يقتضي من رعاة المبادرة الخليجية الحفاظ على مسافة منطقية متوازنة بين فرقاء الساحة اليمنية ، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتنفيذ المبادرة التي تمثل محل إجماع الداخل والخارج معاً، وتتخذ هذه المسألة أهمية استثنائية عند كبار الرعاة الأكثر التباساً بالحال والمآل ، ومن هذه الزاوية بالذات تتحمل الدبلوماسية الأمريكية مسؤولية خاصة في الإمساك بميزان العلاقة مع الأطراف المختلفة والمؤتلفة في الساحة اليمنية، فيما يمكن أن يكون ترجماناً أميناً لرؤية الإدارة الأمريكية ، وهنا يمكنني الاجتهاد بتقديم رصد كرونولوجي حول شواهد الترجمان الدبلوماسي الأمريكي لهذه الرؤية والتي تموضعون في مقدمتها . مناجزاً ومبارزاً ومعطاءً حد الاحتياط ، وأتساءل أحيانا فيما إذا كنت أرى في سفر عطائكم المثابر هذه المعادلة الدقيقة التي تتطلب صبراً وتؤدة كبيرين. لست في وارد الإجابة المباشرة على هذا السؤال ، ليقيني بأنني لا أمتلك الإجابة الناجزة ، ولكنني أستطيع استعادة بعض الحقائق المسطورة في الأدبيات السياسية الخاصة باليمن ، متأسياً بالتساؤلات الفلسفية السقراطية التي تقدم إجابات ضمنية بالرغم من استرسالها في زمن المعلومة الغائمة ، وعليه أتساءل : هل تتوجسون خيفة من مشروع الإسلام السياسي القادم ممثلاً في حزب الإصلاح ، أم ترونهم حلفاء حقيقيين لمنظومة اللقاء المشترك ؟ وهل تعتقدون بجدوى محاربة الإرهاب بالضربات الجوية وهل أنتم على وئام متناغم مع فريقي التوافق، أم أنكم ترجحون خيار اللقاء المشترك ؟ هذه الأسئلة وغيرها تحدد مركزية دوركم وقدرتكم على الإمساك بالمسافة الفاصلة بين الحضور المباشر وغير المباشر ، ولكم فيما أقول واسع النظر وحسن الفطنة المألوفة من دبلوماسي مجرب عركته الأحوال ، وتمرغ في أوحالها. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك