هذا اليوم العظيم.. ذكرى انطلاق ثورة الشباب الموؤدة.. ذكرى انبثاق ضوء الحقيقة في أرقى تجلياتها.. ذكرى الانتماء الإنساني للإنسان والأرض والمجد والحرية. هذا اليوم التأريخي.. يومٌ بحجم آماله وتطلعاته وهو يخطو باتجاه عامه الثالث بقلبٍ مجروح.. ودمٍ مسفوك.. وأعين دامعة.. وأجساد تضجّ بالأوجاع.. وأحلام صفدتها شياطين الاستحواذ.. وهي تعرّي تمثال زيفها في أبشع نكران عرفته اليمن. هذا اليوم العظيم لن تُمحى نقوش صلواته من ذاكرة الأجيال.. رغم نتائجه السلبيّة الآنيّة.. ولن تُزهق أرواح تجلياته مهما تكالبت النفوس المريضة على قصعة فتوحاته وأحالتها إلى ثورة تصفياتٍ شخصيّة لا شأن لها بانتفاضة وطن ضدّ ذلك العبث المستشري تحت مُسمّى التغيير والافتعال الأحمق لسلوكياتٍ غير سويّة يديرها عشاق الفيد والغنائم الهزيلة. هذا اليوم العظيم لم تبدأ فرائحه بعد.. إنه طعنة الضلوع المتوقدة.. وفرادة التأريخ المحلّق في سماوات النبل والارتقاء لسحابات المُزن المتكوّم في قلوب الكادحين وهم يصطفون جنباً إلى جنب لامتشاق سيف الحق، وهو مغمد في جوف الباطل سنين طوال. هذا اليوم العظيم سيبقى الشاهد الكبير على خيبة الشباب بمن صادر أحلامهم في الغرف المغلقة ذات التقاسم الكيديّ للوصول على كراسي الحكم بدمائهم وعنفوان كرامتهم واستحقاقهم الأكبر.. وكأنّ إرادة الله شاءت أن تُظهر للمظلوم زيف الظالم الحقيقي جهاراً نهاراً في أنكى وجعٍ خذل الشباب ودفع بهم للأرصفة مجدداً لا للهتاف وإنما للتكوّم جنباً إلى جنبٍ على آلامهم وجراحهم التي لن يغفرها التأريخ لكل من سعى لامتصاص رحيقها لتكبر فواحش إملاءاته المتجذرّة في هتك حقوق المواطن البائس. هذا اليوم العظيم لن يموت.. مهما خنقوا أنفاس صرخته البكر.. لن يعتريه الخمول.. مهما أسرجوا كيدهم.. لن تطويه أجندة الخذلان.. مهما أوغلوا في سحق قرابين دهشته التي أثبتت للجميع أن الشباب وحدهم قادرون على صنع الحدث الأجمل في دائرة القبح. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك