الاختلاف أمر مشروع من عند رب العالمين، قال تعالى: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين»، هكذا يعلمنا ديننا أن التنوع في وجهات النظر ظاهرة صحية في أي أمة من الأمم من شأنها تصحيح العديد من الأخطاء داخل الوطن وإثراءً لوجهات النظر المختلفة التي تبني ولا تهدم. ما يقلقني ويقلق الكثير من أبناء هذا الوطن هو هذا العنف الذي يمارس اليوم في التعبير عن وجهات النظر؛ حيث أصبح الاختلاف في وجهات النظر مصدراً من مصادر القلق المجتمعي بين أبناء الوطن الواحد. خاصة حينما يصل الاختلاف إلى درجة القتل والحرق للمؤسسات والهيئات والعنف في فرض وجهات النظر وقطع الطرقات وزعزعة الأمن والاستقرار. من حق إخواننا في المحافظات الجنوبية التعبير عن آرائهم بصوت عالٍ.. نتفق أو نختلف في مطالبهم.. لكن يجب أن لايسيء أحد منا للآخر، وليس من حق أي أحد الاعتداء على حرية الآخرين.. فالوطن يتسع للجميع. وثقافة الكره والعنف دخيلة على شعبنا وأهلنا في المحافظات الجنوبية.. لم يسجل التأريخ يوماً أنهم حملوا السلاح ضد بعضهم، أو أن ثقافتهم ثقافة عنف وكره. وهذا التحول الحاصل اليوم بحاجة إلى احتواء وحوار جاد من قبل القيادة السياسية والأحزاب والتنظيمات المدنية. وحتى لا يكون الاختلاف بين الأشقاء في هذا الوطن مدعاة لأي شكل من أشكال التخريب والعنف يجب أن يتوجه الجميع للحوار الوطني القادم لنتغلب على كل المعوقات والصعاب التي من شأنها تأجيج النفوس ونتحاور أفضل مما نتقاتل ويستمع بعضنا لبعض أفضل من أن نتقاذف بالشتائم والسباب. أخيراً أيها اليمنيون تذكروا أن الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية، وإذا لم أكن معك في الرأي فحتماً إنني لست ضدك. وفق الله الجميع من أجل هذا الوطن وأمنه واستقراره. رابط المقال على الفيس بوك