القضية - يا سادة - ليست في طرح الشعارات المزايدة وترويج مفردات للاستهلاك السياسي.. وليست بالهروب إلى مقاعد الصامتين، الذين لا يتحركون لحماية مكتسباتهم واستحقاقاتهم الوطنية، إلاَّ إذا جاءتهم «دعوة للحضور».. وإنما في اتخاذ مواقف عملية وحاسمة تخدم القضايا الوطنية الكبرى وتصب لمصلحة الوطن والشعب أولاً.. خطوات تنجز التحولات المطلوبة وتؤسس للتغيير المنشود بعيداً عن الانفلات الخطابي الغاضب العشوائي المشحون ببارود الفتن والكراهية والتطرف.. فالسيف أصدق أنباء من الكتب..! والرئيس عبدربه منصور هادي الذي يقود الدولة ويسعى لإنجاز مشروع التغيير ويعمل على تحقيق أهداف ثورة الشباب، عليه أن يتسلح بكل ما يصون ويحمي هذه التجربة ويعزز من مسارها.. وعليه أن لا يلتفت إلى المصالح الضيقة لبعض القوى والأشخاص.. ونحن نثق من توجهه هذا، ولدينا اليقين من خلال نهجه وصرامة قراراته إزاء القضايا المصيرية للشعب والتي جعلته محط ثقة الجميع؛ لأنه لا يفرط في حقوقهم وحقوق ومصالح الوطن العليا، ويصر بقوة على أن يقود الوطن إلى بر الأمان.. تلك هي الأسس التي حكمت وتحكم دور ومواقف وخطوات الرئيس هادي وتوجه أفعاله وأعماله وخطواته، رغم رياح التشكيك وتأليب العداء التي هبت من الأنفاق والبادرومات المظلمة للقوى المأزومة التي لا تملك إلاَّ المتاجرة بالكلام والرقص على مشاعر الجماهير، والزج بها في أتون المحارق المهلكة..! والكارثة الكبرى دائماً هي أن الشعب هو من يضحي، وهذه القوى هي من تستثمر التضحيات..! هاهم حتى اللحظة يحاولون دق مسامير وليس مسماراً واحداً في جسد التغيير وثورة الشباب السلمية، وفي طريق الاستحقاق الوطني الكبير المتمثل بمؤتمر الحوار الوطني قبل أن يبدأ.. ويسفهون كل الخطوات والقرارات التأريخية التي تؤسس لعبور الوطن إلى ضفة الانفراج، ولم يحاولوا طرح أية بدائل أو تصورات وحلول للخروج من ما يسمونه ملعباً غير مستوٍ، بل يعرضون لافتات من عبارات السخرية والشتم والاستهزاء.. ويحركون «منصات» صواريخ إعلامهم ومدافع المعارك الكلامية لتدمير كل ما هو صحي وجميل، وتحويله إلى رماد تذروه الرياح، وهم من احترفوا النضال بالحناجر وتشربوا من معين عهد الفساد والاستبداد معاني التضحية بالخطب والتصريحات ولم يتركوا جنازة إلاَّ ساروا فيها ولا مصيبة إلاَّ شبعوا فيها لطماً..! بينما الوطن والشعب له رب يحميه..! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك