لسوء الحظ نجد أنه بينما يكون على القوى التقدمية التحديثية في مربع العمل الوطني أن تحزم أمرها للتصدي لمهام التغيير واستحقاقات الثورة الشبابية السلمية، وأن تجاري تدفق المشاكل العاجلة التي تتطلب حلولاً عملية، فإن بعض القوى المتسيسة والمعتقلة في زنازين الطوباوية تكون أشبه بالحالمة، من حيث أنها تمضي وقتها وحياتها مكبَّة على كتب ونظريات دغمائية يعلوها التراب في أقبية ورفوف أكلتها الرطوبة الفكرية الميتافيزيقية بمعزل عن واقعيات الواقع الراهن وتحديات الشعب واستحقاقاته الوطنية الكبرى التي تضمنتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة..! كأن هذه القوى قد ولدت في سياق متكسر من التطور التاريخي الوطني، وتتجلى هذه الحالة في خطابها السياسي والإعلامي بثنائياته وتركيبته الانفصامية كانعكاس لحالة التكسر والالتواء التطوري لنشأة وتاريخ هذه القوى التي ماتزال تستهويها السجالات العقيمة التي تربط وجود الوطن بذاتها الضيقة وترهنه بمصالحها الذاتية التي لا ترى شأناً أو وزناً للوطن والشعب..! على هذه القوى التحديثية أن تنهض من سباتها.. وعلى قادتها أن لا يناموا حتى مطلع الظُهر، وأن يقتدوا بزعماء وقيادات القوى التقليدية المتخلفة التي تسهر الليل من أجل مصالحها، وتنهض فجر كل يوم، من أجل هذه المصالح للاستحواذ والهيمنة على مقدرات الوطن والإبقاء عليه في جلبابها متخلفاً قابعاً في قبضتها الحديدية إلى ما لا نهاية..! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك