لو أن جميع الأطراف السياسية تتخلى عن أنانيتها ، وتتنازل عن مصالحها الضيقة ..! ولو أن جميع هذه الاطراف تعي جيداً ان الفرص التاريخية لا تأتي الاّ مرة واحدة، ولا تتكرر ابداً. لو أنها كذلك ، لحرصت بقوة على المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني ولقدمت كل ما لديها لإنجاحه، ولناضلت بحكمة الحكماء ومهارة السياسيين وإرادة الشجعان ، في سبيل اغتنام هذه الفرصة التاريخية لإنقاذ الشعب وتحريره من مخالب قوى التخلف والنفوذ التي امسكت برقبته طيلة العقود الماضية وحتى اليوم ..! مؤتمر الحوار الوطني بقدر ما هو استحقاق وطني تلتقي عنده كل القوى والمكونات السياسية والمدنية والقبلية والشبابية .. الخ ، فإنه بالقدر ذاته سيكون ساحة مواجهة بين الافكار والمشاريع المتخلفة والافكار والمشاريع التحديثية التقدمية. الضرورة، اذاً ، تحتم تحالف القوى التحديثية التقدمية التي سيكون لها فاعليتها وقدرتها على فرض خياراتها ومشاريعها لو أنها حرصت على الحضور والمشاركة والتنسيق والتكامل فيما بينها أثناء اعمال مؤتمر الحوار الوطني. إنها فرصة العمر بالنسبة لشعبنا .. وبالنسبة للقوى التحديثية نفسها حتى تتخلص من القوى التقليدية المتخلفة..! لهذا فإنني كنت انتظر من القيادات الجنوبية التي اجتمعت مع المبعوث الاممي جمال بن عمر في دبي ، أن تستوعب هذه الحقيقة ، وتدرك ان مشاركتها في مؤتمر الحوار والتحامها مع القوى التحديثية ، سيخدم اليمن في خلاصه الأبدي من ماضيه المتخلف، وفي انتصاره الحاسم على قوى النفوذ التقليدية المتخلفة .. وانطلاقه نحو إقامة الدولة المدنية الحديثة وبناء اليمن الجديد. لانزال نتمنى على هذه القيادات وكل القوة التحديثة أن تستشعر الاهمية التاريخية لهذا الاستحقاق الثوري الديمقراطي الوطني الكبير ..! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك