في عدن العامرة بأنساق الوجود الثقافي الإنساني المتنوع، والثقافة العربية الراكزة، والتواشج مع الثقافات القادمة من أعالي البحار، بتنوع جمالها ومفرداتها.. في هذه المدينة الاستثناء بجزيرة العرب كان لطفي جعفر أمان شاهد حال، وفائض معنىً. إتَّسع قلبه لحالة الترقِّي النوعي، والمثابة الفريدة في زمن الإبداع .. شاعراً، وإعلامياً إذاعياً، ومونودرامياً مسرحياً، وإن لم يُعرف عنه ذلك، وناقداً ساهم بمقاربات متقدمة في توصيف الحداثة الشعرية.. المنشورة حينها في مجلة “الحكمة اليمانية”، ومستغرقاً في موسيقى الوجود النابعة من كلماته الضافية التي تغنَّى بها توأم دربه الفني الفنان الراحل احمد بن أحمد قاسم. وأيضاً فناناً تشكيلياً وافر الصلة بالمدرسة الأكاديمية الفنية التاريخية، من خلال تخطيطاته ورسومه الهيلينية، وموتيفاته الصادحة بصفاء الألوان المائية. تلك أعمال شاهدتها قبل عقود من ضَنى البحث عن المِثال، ويعود فيها الفضل للصديق الشاعر شوقي شفيق. لعل كثيراً من قراء هذا النص يتساءلون، ولهم الحق في ذلك.. يتساءلون عن هذه الصفات التي قد لا تكون معروفة عن لطفي عند الكثيرين، ولهذا أجد نفسي ملزماً للتوقف أمام هذه الصفات سالفة الذكر وعلى النحو الذي يعيدنا إلى مرابع ثقافة لطفي الشاملة، المقرونة بموهبة فذة، دونها ذلك التنوع الذي اشتعل في مراجل الاحتراقات الذهنية والتجريبية الواسعة.. تلك التي وسمت حياة الراحل الكبير بالتأمل المضني، والاقامة الثابتة في مرابع المكان، الموصول بتجوال الراحل الدائم في معارج الفن والفكر. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك