(لماذا علاقة الاخوان المسلمين بإسرائيل أفضل من علاقة تركيا بها؟) في موضوع نشرته الشرق الأوسط الأسبوع الماضي بعنوان(الانحدار نحو الخراب في مصر) قال الكاتب الصحافي الامريكي ديفيد اغناتيوس : (لقد راهنت الولاياتالمتحدةالامريكية وحلفاؤها منذ عامين على أنه اذا وصلت جماعة الاخوان المسلمين الى سدة الحكم في مصر ستضطر الى تحمل مسؤوليات الحكم مثل التفاوض من أجل الحصول على قروض من صندوق النقد الدولي وتبني إصلاحات اقتصادية لجذب المستثمرين. تحيط هذه الحقائق الواقعية الاقتصادية بمرسي من كل جانب لكنه لم يبد أي أمارة من امارات القيادة كما كانت تأمل الولاياتالمتحدة .) ومع ذلك (تميل السياسة الامريكية نحو دعم مرسي بدلاً من تركه ليواجه مصيره ، حيث شجع البيت الأبيض مرسي وصندوق النقد الدولي على التوصل الى اتفاق قبل فوات الأوان وتفاقم الاضرار الاقتصادية) حيث يرى الخبراء أن البلاد تتجه نحو الهاوية بسبب التراجع الاحتياطي النقدي الذي قدر بسبعة مليارات دولار ،وهو ما يكفي بالكاد لتغطية واردات مصر لأقل من شهرين، الى جانب الاضطرابات السياسية المتزايدة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عامين. في نهاية موضوعه قال اغناتيوس: (وربما تكون أكبر مفاجأة ومفارقة هي كون علاقة حكومة الاخوان المسلمين في مصر بإسرائيل اليوم افضل من علاقة تركيا الحليف التقليدي لإسرائيل بها ،وربما تكون هذه هي افضل ورقة لعب يمتلكها مرسي امام واشنطن، فهو رغم كل اخفاقاته في قيادة مصر لا يثير أي مشكلات مع اسرائيل.) كاتب عربي مرموق هو حازم صاغية كتب في الحياة تحت عنوان (كلفة الاخوان في مصر) فقال: (ما عاد من السهل إحصاء الأزمات المصريّة الكبرى أو تعقّلها. فكأنّنا أمام مشهد غرائبيّ تنهار فيه أعمدة البيت المصريّ الواحد بعد الآخر. ذاك أنّه بعد القضاء وانفجار أزمة علاقته بالسلطة، والاقتصاد الموشك على كارثة محقّقة، وظهور علامات تطرّف في الاتّجاهات كلّها، وبعد التقاط إشارات متعاظمة على صعود النزعة الجهويّة في مدينة بور سعيد وربّما في غيرها من المناطق، وعطفاً على الأزمة القبطيّة التي تمضي وتتصاعد بذاتها، تطرح مسألة الشرطة والأمن التحدّي الأكبر. فإذا ما سارت الأمور على النحو الذي أوحت به الأيّام القليلة الماضية، انتهينا إلى وضع ليس من المبالغة وصفه بالميليشيويّ المتعدّد الرؤوس في بلد كثيراً ما فاخر بتقاليد دولته المركزيّة). أما فهمي هويدي القريب من الاخوان فقد كتب في صحيفة الشروق القاهرية تحت عنوان (قبل أن يصبح الاسلام هو المشكلة) «لقد كان البعض يرفعون في السابق شعار الإسلام هو الحلّ، وأخشى إذا تعثّرت المسيرة في ظلّ وجود الإسلاميّين بالسلطة أن تنقلب الآية فى نهاية المطاف، بحيث يصبح الإسلام في نظر البعض هو المشكلة». إذاً نحن أمام ثلاث قراءات للمشهد المصري تتفق جميعها (رغم تباين كتابها فكرياً) أن ثمة مشكلة تعصف بالمجتمع تساهم طريقة الادارة لجماعة الاخوان المسلمين في تعظيمها بسبب قلة خبرتها في إدارة الشأن العام الذي هو بالتأكيد ليس جمعية خيرية. رابط المقال على الفيس بوك