الشعور بالمسئولية وصحوة الضمير والعودة إلى جادة الصواب والانطلاق بالحوار الوطني الشامل صوب المستقبل والتخلي عن الماضي وعدم نبش القبور من أقدس واجبات الحوار، البحث عن المنغصات أو التمترس خلق المشاريع الصغيرة أو التمسك بالتعالي والعنجهية لم يعد اليوم مقبولاً من أي مكون من المكونات الرئيسية في الحوار الوطني، بل من أي فرد من أفراد الحوار الوطني، على اعتبار أن المنتدبين إلى الحوار، وإن تم اختيارهم من المكونات الرئيسية في الحوار، إلا أنهم بعد أداء القسم العظيم باتوا جميعاً يمثلون اليمن بكل مكوناته البشرية والجغرافية، وهنا يحتم عليهم الواجب أن يكونوا صوت الوطن وعقل اليمن وجوهر اليمن، وأن يكونوا قلبه النابض بالإيمان بالله رب العالمين، وأن يجعلوا من وحدة وأمن واستقرار وتنمية اليمن عنوان تاريخهم الذي ينبغي أن ينجزوه. إن الشارع اليمني اليوم وعقب انطلاق الحوار الوطني في 18 مارس الحالي بات مسمراً أمام شاشات التلفزة يراقب مجريات الحوار، ولعل الداخل أو الخارج في المنازل اليمنية أو المقاهي أو الأندية أو المحلات التجارية أو الراكب على وسيلة النقل يسمع الهتافات لمن يقول بوحدة اليمن ومستقبل الأجيال وبناء الدولة اليمنية الحديثة، ويسمع الأنين والمنغصات عندما يسمع بعض الأصوات التي مازالت بعيدة عن الآمال والطموحات لجماهير الشعب. إن على المتحاورين أن يدركوا أنهم اليوم أمام أكثر من سبعة وعشرين مليوناً من البشر في الداخل والخارج وهؤلاء هم وحدهم الذين لهم الحق في أن يطالبوا المندوبين بالتفكير في المستقبل وأن يكفوا عن جراحات الماضي، وأن يؤسسوا ليمن قوي معافى شديد التوحد قوي البناء، ولا استبعد أن تلك الملايين من أبناء اليمن في الداخل والخارج أنها ستعلن اعتصاماً مفتوحاً تعلن التزامها بالوحدة اليمنية وتمسكها بحبل الله المتين الذي خاطب الجميع من فوق سبع سموات بقوله تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا” وسيشهد العالم على حق اليمنيين المطلق في التمسك بوحدة الأرض والإنسان والدولة، والفرصة أمام المتحاورين لحل كافة المشكلات مهما كانت بدون التفريط في وحدة الأرض والإنسان والدولة، لأن الالتزام بذلك التزام بأمن واستقرار المنطقة والعالم بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك