«1» .. بداية ليعذرني د نبيل فارق - كاتب قصص الخيال العلمي الشهير - على استعارتي عنوان إحدى رواياته لهذا المقال لأني لم أجد أفضل من هذا العنوان للتعبير عن حوادث سقوط الطائرات عندنا. «2» .. هذه الحادثة الثالثة ..ولا عرفنا الأسباب ..المهم لجان تحقّق وبس. كل الطيارات في العالم معها صندوق أسود فيه كل المعلومات عن الطائرة إلا طياراتنا التي يبدو أنها بدون صندوق لا اسود ولا ابيض! «3» .. تعوّدنا أن تسقط على الناس حجرة ..لمبة ..وليس طائرة! أعتقد حان الوقت لإعلان صنعاء مدينة منكوبة وعلى الناس فيها أن يحملوا معم مظلات تقيهم المصائب النازلة من السماء ...والله يستر. لكن الأمر لن ينتهي عند ذلك ،فالطائرات تسقط على الناس حتى وهم في بيوتهم لذا أقترح أن نركّب على البيوت واقيات الطائرات بدل واقيات الصواعق! «4» .. وعلى ذكر صنعاء أعتقد أن أي واحد منا يفكّر أن يذهب إلى صنعاء عليه أن يسمع نشرة الأخبار (الجوية) أولاً: هل في طيارات في السماء ولا ما فيش؟ «5» .. لمّا كنا أطفالاً كنا نغنّي “طيري طيارة طيري...طيري فوق البلدان ....” أطفالنا ماذا سيغنون يا ترى؟ أظنهم سيغنون “ سيري طيارة سيري …سيري فوق الجدران”؟! شر البلية ما يُضحك. كانت الأم تقول لإبنها: أمشِ في الشارع وانتبه من السيارات ...الآن تقول له امشِ في الشارع وانتبه من الطيارات! وأصبحت نصيحة قطع الشارع : انظر يمين …يسار …(فوق)… اقطع ! أهم شيء هذه الأيام فوق ! «6» وعلى ذكر الأغاني لو جاء فناننا المبدع أبوبكر سالم هذه الأيام لليمن كيف سيغني : يا طايرة طيري على بندر عدن؟ أكيد يجب أن نغيّر الأبيات حتى تناسب الموقف. لكن أحد الأصدقاء قال : لانحتاج تغييراً لأن الطائرات تسقط فوق صنعاء وليس فوق بندر عدن. ردّ عليه آخر: هذه نزعه انفصالية. ودخلنا في مهاترات طويلة.. «7» .. صديقي الشاعر المبدع عبدالقادر البنا…ما زلنا نردّد (بيتك) الشعري: صنعاء عاصمة المنايا الدائرة ...منْ لم يمت بالسيف مات بطائرة ! ولأن الشيء بالشيء يذكر هذه أبيات من وحي الحادث الأخير: وكم ذا بصنعاء من المضحكات ....(ولكنه ضحكٌ كالبكاء) على الناس تسقط كم طائرات ... ولا واحدٌ مننا قد شكا لأن اللجان التي شُكّلت .... تريد لجاناً لها متكا مع الاعتذار للمتنبي. «8» أخيراً أعتقد أننا أمام حوادث سقوط الطائرات لدينا احد الاحتمالات التالية : 1 - يمكن للجوية أن تشرح لطلبة الفيزياء في جامعة صنعاء مفهوم “السقوط الحر”. 2 - أو ربما أن الموضوع كله (بروفة) لفيلم (أكشن) ستنتجه الفضائية قريباً. 3 - الاحتمال الثالث هو إن هناك من يريد أن يتخلّص من طيارات خردة فسوّى لها عملية إتلاف علني أمام الناس وكل وسائل الإعلام كي يثبت براءة الذمة. هذه أحد الاحتمالات الثلاثة التي عندي وأنتم اختاروا أي واحد منها حتى تظهر نتيجة التحقيق في الحادث. والله أعلم. رابط المقال على الفيس بوك