تابعنا باهتمام بالغ برنامج Arab Idol الذي تقدمه قناة M.B.C وعلى مدى أسابيع، والحقيقة أنه كان برنامجاً قدم للمتلقي العديد من المواهب الفنية والغنائية، والتي تطفح بها الساحة العربية، والتي إذا ما قدر لبعضها أن تلج باب الغناء، وأن تهتم بالجانب الطربي الذي غاب عن سماء الأغنية العربية لتحل محله الأغنية الجسدية، فإن هذا البعض سيعمل على إنقاذ المستمع من ذلك الغثاء الذي طغى على الأغنية العربية الطربية وبشكل لم يعد لها فسحة في الساحة الغنائية العربية إلا فيما نذر. والأمر الآخر في هذه العجالة هو ما أفاضت به اللجنة المشرفة على هذه المسابقات، والتي تكونت من الفنان القدير راغب علامة والفنانة المحبوبة نانسي عجرم، والأستاذ حسن الشافعي والمغنية أحلام، أما عن الأستاذ الشافعي فقد كان حقيقة مدركاً لأبعاد المشاركة من عدة وجوه فلقد كان يلمح إلى السلالم الموسيقية وكيفية الخروج عليها والعودة إلى نفس المقام دون أن يكون هناك أي تنشيز، وكذا حول طبقات الصوت وخلاف ذلك من الأمور المتعلقة بالأداء كمتخصص في الموسيقى والتوزيع الموسيقي. أما الفنان راغب علامة، فقد كانت تعقيباته تشير إلى الأصوات والطبقة التي يجب أن تراوح فيها هذا الصوت أو ذاك وكانت ملاحظاته تنبئ كذلك عن إحاطته بالموسيقى والطبقات الصوتية واللياقة للمشاركين في اختيار تلك النماذج التي قدموها. وهناك الفنانة الرومنسية نانسي عجرم، التي كانت تتكىء في ملاحظاتها على الفنان القدير راغب علامة، وتنحاز عنه في بعض الانطباعات التي يدرك معها المتلقي، أو السامع أنها على ثقافة عامة وإحاطة بعلوم الموسيقى، كما أنها كانت تورد بعض الملاحظات في كثير من الأحايين التي تنحاز إلى فن الدبلوماسية، إذا جازت العبارة، وهي متواضعة إلى حد كبير في آرائها وحتى ملابسها التي زادت في فتنتها وفي إعجاب الكثيرين لهذه الفنانة الرائعة. أما السيدة أحلام أو المغنية أحلام، فقد كانت تبدو متعالية ومزهوة بملابسها الغالية الثمن، وكانت تبدو مترددة في انطباعاتها وتخرج العبارات منها بصعوبة بالغة وبعد أن تمطمط شفتيها كمن يريد أن يقول رأياً فلسفياً يفرق بين مثالية هيجل ومادية ماركس، أو رأياً في قضية دولية تحتاج إلى شتى من الروية والتعلثم. في حين أن الأمر لا هو هذا ولا ذاك، بل هو يحتاج إلى دراية بعلوم الموسيقى التي كانت تفتقر إليها. وهي أي المغنية أحلام، ما تكاد تفاجئنا بعد طول انتظار برأيها الفني حتى تبدو متكلفة وغير مستوعبة لما تريد أن تطرحه، وكل ما هناك مجرد انطباعات غير ذات دراية بعلم الموسيقى، وقد كانت في أحايين كثيرة غير موفقة وغير مرتبة، وتخرج في بعض الأحيان عن اللياقة، وليس أدل على ذلك من وقفتها وهي تردد عبارة أحسنت للفنان العالمي خالد الشاب، ذلك الفنان الذي شنف الآذان وأتحف القاعة ورقصها، وأبهج المشاهدين في كل أنحاء البلاد المتابعة لهذا البرنامج. ذلك الفنان الذي صدح بتلك الأغنية العالمية ورددها معه كل المتلقين تقريباً في سعادة وبهجة نادرتين، غير أن أحلام وقفت لتردد عبارة أحسنت، معتقدة بذلك ربما أن الفنان الكبير قد حضر إلى جنابها في محاولة للفوز برضاها، وفي الأخير لا يسعنا إلا نردد مع القائلين بالقول: رحم الله امرأ عرف قدر نفسه.