الحمدلله.. الذي عشنا لليوم الذي نرى فيه ما رأينا... أخيراً نرى أولئك الذين جعلوا الناس يعيشون في عالم غير عالمهم، وبيئة غير بيئتهم، ابتداءً بيحيى ولميس، ونور ومهند، وانتهاءً باللاانتهاء، من نفس القصص التي تتكرر.. الآن بدأت تلك القصص التي شغلت الناس وخاصة المراهقات من بناتنا وحتى العجائز، تتجسد على أرض الواقع، لكن في الشارع التركي، فالشعب التركي خرج يناشد بها إسقاط النظام، وبدأوا بشوارعهم النظيفة ومحلات الناس، وسيصلون إلى الوزارات وسيقطعون الطرقات، ولكن كل هذا ليس تمثيلاً لقصة حب، بل لإسقاط النظام، ففي الوقت الذي كان فيها “أردوغان” يوصف بأنه من رواد النهضة في بلادنا، ومن عباقرة هذا القرن في النهضة والتطور والعلم، وهو من أشعل فتيل ما أسماه بتحرير سوريا، حتى وصل بالسوريات لعمل تسعيرة للزواج، وتحولهن لخادمات وشحاتات، وسعيه الدؤوب على وصول سوريا لما وصلت إليه، بخطاباته وقراراته في مجلس الأمن وغيره، دارت الدائرة، ولابد من أن يعيش “أردوغان” وشعبه ما عشناه، وما عاشه ويعيشه أهل سوريا، التي ضاعت ولن تعود.. فلماذا خرج الشعب التركي يناشد ويتوعد لإسقاط الحكومة، وهل هم ضحايا مثلنا عاشوا ما نعيشه، أم انه مجرد بروفات لمسلسل تركي جديد، سيقتحم حتى نشرة الأخبار، وستتحول حياتنا برمتها إلى صنع في تركيا.. فقد اقتحمت تركيا كل شيء في حياتنا، ليس ملابسنا وحتى بسكويت قهوتنا، بل وصلت حتى لتفاصيل حياتنا الدقيقة، حتى في الذهب ودبلة الخطوبة، وبات ذلك أنموذجاً يشار إليه بالبنان.. لكن قد يجد ذلك من قصص الحب تلك التي أغرقت كل قنواتنا، وحتى أفكار أطفالنا، الذين باتوا يشاهدون أدق تلك التفاصيل، ويحفظون أسماء الأبطال وبطولاتهم، ويتعاطفون مع أحزانهم، وإن كان ما يمثل يشبه الواقع في بعض الأشياء، لكنه يدمر العقول من ناحية أخرى.. فهل سنخرج حينها نطالب بإعادة المسلسلات التركية، لأن أبطال المسلسلات حينها سيكونون منشغلين بإسقاط النظام، واحتلال الميادين، وتجسيد تلك الأحداث البطولية على أرض الواقع، فهل سنرى تركيا تحترق كما احترقت بلادنا، وكما احترقت سوريا، وهل سنرى التركيات في أسواق النخاسة اليمنية، لكن بتسعيرة أغلى كما أظن من صديقاتهن السوريات..؟! أسأل الله أن لا يأتي هذا اليوم، وأسأل الله أن لا نخرج في اليمن نطالب الأتراك وحكومتنا بمسلسل تركي..؟!!..