عادت الميادين والساحات في مصر المطالبة بإسقاط النظام، والمطالبة أو الموالية للنظام.. واليوم الأحد تعتبره المعارضة يوماً حاسماً لترحيل النظام.. فما الذي حدث؟! أليس الرئيس«مرسي» جاء من خلال انتخابات عامة، حيث نجح كرئيس لمصر في الجولة الثانية بينه وبين منافسه «أحمد شفيق».. بعد الانتخابات، ونجاح الدكتور مرسي بالرئاسة بأيام كتبت في هذا العمود أن الوضع لن يستقر لحكم الدكتور مرسي، وحزبه «العدالة والتنمية» لأن القرارات التي اتخذت خلال الأيام التي لحقت فوز مرسي بالرئاسة بدأت تستعدي العديد من قوى المعارضة، والقوى المصرية الأخرى مثل القضاء، الأزهر، الكنيسة والسعي الحثيث للانفراد واحتكار سلطات الدولة من قبل الإخوان المسلمين، وهي أخطاء سياسية تظهر فقدان الإخوان للخبرة السياسية والدبلوماسية حتى مع الأحزاب الدينية الأخرى «كحزب النور» الذي يعود للجماعة السلفية في مصر. كل هذا بحجة الأغلبية، وبنفس الحجة حاول مرسي إعادة«البرلمان للعمل» وسعى بالإعلان الدستوري إلى تركيز كل السلطات بيده، ومرر الاستفتاء على الدستور في أجواء غير مواتية، وبدون توافق مع المعارضة، ثم تلك الفتاوى التي تصف من يعارض مرسي بالكفر، متناسية أن المعارضة أغلب شعب مصر.. ويكفي لكي نعلم ذلك أن نجمع أصوات شفيق وأصوات حمدين صباحي وأصوت عمرو موسى وبقية مرشحي الرئاسة إلى حد آخر اسم خالد علي لوجدنا أن المعارضة تتجاوز أصوات مرسي التي هي أصوات الإخوان بالملايين.. وهو ماكان يجب أن يضعه مرسي، وحزبه وحركته في الحسبان في حكم مصر.. أي كان الأحرى بمرسي أن يشكل حكومة تشارك فيها المعارضة كل حسب نسبة أصواته ويتخذ قراراً بتشكيل هيئة دستورية تأسيسية لإعادة صياغة الدستور تشارك فيها المعارضة حسب نسبة أصواتها، وتدعم باختصاصيين في القانون الدستوري، إيقاف قرارات التغيير في القضاء وفي أجهزة الدولة، والمحافظات، وإحلال مجلس الشورى محل النواب، وإيقاف سيل التهم المكالة للمعارضة حتى تكتمل مؤسسات الدولة.. لأن كل هذا والاستمرار في إصدار القرارات لاحتكار كل سلطات الدولة وتجميعها بيده، وبيد حزبه، وجماعته.. هو ما أدى إلى ثورة المعارضة من جديد، والعودة إلى الشوارع، والميادين مطالبة بإسقاطه، لكن مازال في الوقت متسع للحوار الجاد وإقامة سلطة شراكة لصالح مصر وشعب مصر. إلى الأخ صدام الحريبي - قرأت موضوعك، بعنوان «أخطأت ياسلطان.. وأصاب مرسي والاخوان» وأعجبني فيه مايلي: - يتضح من موضوعك أنك عاقل هادئ لاشتاماً، ولالعاناً، ولاتكفيرياً.. أما القناة أول مرة عرفتها منك. - ومالم يعجبني ذكرك للتخوين والخيانة.. مع أن هذا اللفظ لم يرد في موضوعي البتة. - أما عبارة «كشف عن توحدهم مع الخط الصهيوني» فذلك الخط «أمريكي غربي صهيوني ومن لف لفهم» ولاينكرونه.. بل يجاهرون به جداً.. ومن سار فيه فهو منهم. - أما حكاية سورية الصمود.. فذلك لم أقله أنا بل هو الواقع.. فبعد أن حددوا أسبوعين لسقوط سورية ولم يحدث.. قالوا.. بعد شهرين، ولم يحدث وهاهي السنة الثالثة والنظام السوري باقٍ بينما الجماعات المسلحة تتساقط.. هذا هو الواقع حتى اليوم على الأقل. - أما علاقتي بك فأنت أخ عرضت لوجهة نظرك.. كما عرضت أنا وجهة نظري.. ومع الاختلاف.. فذلك لايفسد للود قضية.. وعليه أختم إليك بالتمنيات الطيبة في الشهر المبارك.. ولن نكون إلا إخوة. رابط المقال على الفيس بوك