في النهاية وبالانتخابات العامة المباشرة نجح محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين للرئاسة المصرية لا غرابة ف « المكنة الانتخابية الإخوانية » مكنة ذات خبرة ومتمرسة وأيضاً الشعب المصري أو غالبية الهيئة الناخبة تبحث عن التغيير لكن في كل الأحوال المرتبة الثانية كانت “ الشفيق” والفارق بينه وبين مرسي الفائز ليس كبيراً أي إن شفيق الذي لم يكن خلفه حزب منظم وخبير بأصواته يعد فائزاً وكذلك المفاجأة صباحي ومستقبلهما الرئاسي مضمون . قبل الانتخابات وأثناء الحملات الرئاسية الانتخابية تميز مرسي بخطاب معتدل هادئ ويرد على الشائعات ضده بوثوق وأناة وهدوء وبدأ صوته يرتفع يتحرى من الخطاب الإخواني بل قدم استقالته من جميع المناصب الحزبية الإخوانية ليعبر عن أنه مرشح رئاسي للشعب المصري وليس للجماعة وبعد نجاحه أيضاً استمر على الهدوء والاعتدال ماعدا الكلمة التي ألقاها في ميدان التحرير كانت ثورجية نوعاً ما.. لأن الموقف والحضور يتطلب ذلك. الرجل لايتعصب فبعد إعلانه بعد الفوز أن سيؤدي اليمين الدستورية أمام شباب الثورة في ميدان التحرير وفعلاً ذهب وأقسم لكنه أيضاً ذهب وأقسم اليمين أمام المحكمة الدستورية وبذلك أرضى الجميع المجلس العسكري والمحكمة العليا وأنهى الجبهة التي كانت قد فتحت بينهما أيضاً غض الطرف عن قراره بعودة مجلس الشعب المنتخب للانعقاد بعد صدور حكم المحكمة بعدم شرعية الإجراءات الانتخابية وتم حله من قبل المجلس العسكري بموجب الحكم وصدور الإعلان الدستوري بنقل الصلاحيات إلى المجلس العسكري..إنها خطوات مدروسة ومرونة تعطل أي اتجاهات للصدام وكلف من يقوم بتشكيل الحكومة فاختار شاباً،هادئ ،معتدل الخطاب حرص أن تكون حكومته متوازنة فاشترك عدد كبير من حكومة الجنزوري كخبرات يستفاد منها وذلك عين العقل. بعد عملية الهجوم الإرهابي على نقطة أمنية في ر فح...اتخذ قراراً بنقل قوات إلى المنطقة وذلك خلافاً لاتفاقية السلام مع العدو الصهيوني ثم عززها بقوات أخرى مزودة بأسلحة ثقيلة ثم اتخذ قراراً بإحالة وزير الدفاع طنطاوي ورئيس هيئة الأركان عنان أن التقاعد وتقليدهما قلادة النيل مكافأة لخدمتهما وعين شباباً في موقعهما من شباب القوات المسلحة ثم وجه بتعزيز القوات المسلحة في سيناء بهدف مكافحة وملاحقة والقضاء على الإرهاب مما أثار حفيظة الصهاينة ليطالبوا بسحب القوات والأسلحة الثقيلة من سيناء لكن مصر نقلت الموضوع إلى الحوار والتفاوض وأرى أن في ذلك تمهيداً لإعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع الصهاينة . بحجة أن وجود قوات مصرية في سيناء أمر يفرضه أمن مصر من الإرهاب ومن المهم أن تشير إلى إعادة طنطاوي وعنان كمستشارين له أي إنه لم يرمهما في بيتهما لكنه استعاد كل سلطاته الرئاسية بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل وإعلان عن تشكيل لجنة تأسيسية لصياغة الدستور والدعوة لانتخابات نيابية خلال شهرين . من كل ماسبق يظهر أن مرسي بدأ يقيم دولته على نار هادئة فهل ينجح في جعل فترته الرئاسية منعوتة باسمه أي مصر مرسي مثل مصر عبدالناصر ومصر السادات . بإمكانه ذلك إذا عمل كرئيس لمصر وأعاد دور مصر العربي والإسلامي والعالمي .. وحررها من الإرتهان للغرب وبالذات أمريكا.