«1» … مصطلح النخب نطلقه على الصفوة من مثقفينا الذين نعقد عليهم الأمل في قيادة الجماهير بجمعها الغفير على طريق التنوير الذي تبشر به دائماً في كل أطروحاتها، لكن الأحداث الأخيرة أطاحت بكل شيء بما في ذلك مصطلح النخبة ،فقد وجدنا من هؤلاء النخبة منْ انحاز مع منْ كانوا يناهضونهم في كل أطروحاتهم في موقف اكثر ميلو درامية!. «2» .. هذه النخب التي باعت الأحلام للجماهير البسيطة التي كانت تراهم في منتدياتهم الثقافية يتفوهون بالألفاظ المقعرّة التي توحي عن (عمق ) فكري! فكان البسطاء - أمثالي- ينظرون إلى هؤلاء المختفين خلف عدسات نظاراتهم اللامعة وبدلاتهم المكوية وأربطة العنق الصارخة الألوان و(رطانة) لغتهم الإنجليزية أو الفرنسية الهجينة مع اللكنة العربية، ننظر إليهم في استغراب من أين جاء هؤلاء وهم ينثرون علينا الأفكار التي يبشرون بها عن التنوير والحرية و ….الخ حتى إذا ما حانت الساعة الحقيقة للاختبار لم نرَ منهم عليها أحداً؟!. «3» .. الجماهير العربية لمّا رأت أن ما يسمى بالنخب الثقافية هائمة في عوالم الماوراء في تساؤلاتها الفلسفية حول الروح والنفس وغيرها … أدارت ظهرها لهذه النخب وذهبت للساحات فكانت ثورات شعوب وليست ثورات نخب. لأن الأمة بحسها الحقيقي قادرة على أن تفرّق بين المثقف الحقيقي والمثقف المزيف، ببساطة المثقف الحقيقي منْ يقف مع هوية الأمة وقضاياها المصيرية دون أي متاجرة بتلك القضايا، والمثقف المزيف ينكشف عند أول غارة على هذه الأمة. «4» .. وحتى نكون منصفين هناك من المفكرين من بذروا في الشعوب بذرة الحرية الفكرية التي أثمرت في الأحداث الأخيرة، ومن هؤلاء المفكر الكبير عبدالوهاب المسيري الذي نزل إلى الشارع مع حركة (كفاية) - كان يشغل منصب المنسق العام للحركة - رغم إصابته بالسرطان...... لأنه دائماً يقول «المثقف لابد أن يكون في الشارع»، فكان أول النازلين منذ عام 2004م، لكنه ودعنا عام 2008م قبل أن يرى ثورة 2011م المباركة التي كانت أعماله وأعمال أمثاله من مفكري الأمة الحقيقيين مبشرة بها، فرحمة الله تغشاه. «5» ..من محاسن الأحداث التي مرت بها المنطقة العربية خلال السنتين الماضيتين أنها أسقطت الأقنعة عن الدول والأنظمة والأحزاب وكذلك الأفراد...... فظهر البون الشاسع بين ما كانوا يبدونه من مظاهر من خلال أقنعتهم وبين ما كشفته الأيام من حقائق، فلله درها من أحداث كما كشفت زيف وخداع لكل الأقنعة المتساقطة!. رابط المقال على الفيس بوك