في شأن هذا حاله عربياً ويمنياً أيضاً بقي الأمن كنمط في العلاقة وباعتراف قيادات كبيرة في وزارة الداخلية أيضاً بوجود إشكاليات على هذا الصعيد من عدم الثقة حيث توضحت عدة مفارقات وتناقضات عند عملية المسح والتقييم والهيكلة الجارية لأجهزة الشرطة, وثمة مؤشرات دلت على نفور في العلاقة بين المجتمع والأفراد المشتغلين بالأمن, وفي سياق ذلك لم يتوافر الأمن كعامل حرية نفسية بحيث يشعر المواطنون معها نفسياً وشعورياً مثلاً بوجود وتوافر الأمن والاستقرار كحالة طبيعية, قدر شعورهم بالرعب من العساكر والشرطيين, رغم أن كثيراً منهم وبتعامل خشبي أبقى وكان سبباً في عدم الثقة بين المجتمع وأفراد الأمن غالباً. البعض وعلى مدى عقود مضت دأب في الالتحاق بالأمن والشرطة على طاعة الفاقة والمصلحة الضيقة وتبعيتهم لتأثيرات عوائل وأشخاص وأشياخ ومعاقين تفكيراً ووعياً, ونسوا أنهم أمام مسئوليات جسام كثيراً ما تم تصويرهم للشعب كحماة وبناة وبواسل, ولقد اكتوى الشعب كثيراً بشعارات من نوع” الشرطة في خدمة الشعب، في حين بقيت الممارسات غالباً تقف على النقيض , وذلك بسبب أن بعض قيادات النهب ولدت وتربت في أحواش التعسف و بحبوحات مال ليس لها- مال عام سائب- لذلك علم ويعلم السرقة كما يقال. وهكذا حكموا ويحكمون بخلفيته ومغامراتهم في اختلاسه لهذا صار أمر انصياع البعض لأوامر المال والتجربة والدربة في ترهيب الخلق بفوهات البنادق أساساً بديلاً عن طبيعة ما يفترض أن يكون عليه دور أصحاب الشرطة في حماية المواطنين وليس تخويفهم أو ابتزازهم كما غدا الأمر حالاً يومياً ومسلماً به سواء في المدن والمحافظات أو في مديريات ومناطق الريف البعيد, ولعل ذلك ما أكسب البعض مناعة مع الأيام وحصانة وامتيازاً وشهادة حسن سيرة وسلوك تمنحه لهم الهيئة الوطنية العليا لمكافأة الفساد والفاسدين إلى جانب شرعنة النهب بطرق رسمية وبمباركة وتواطؤ من لدن الجهات الرقابية على الأرجح. اليمن من ضمن عواصم عربية بوليسية أخرى اقترن وجود وانتشار الأمن فيها ليس بمفهوم الحماية للمواطنين غالباً, بل بقصد ترويعهم وتعسفهم وقتلهم كما في أحايين كثيرة كما دلت على ذلك وقائع وأحداث, وهكذا بقي الأمن ولا يزال في كثير من البلاد العربية يقف وراء الخوف كما تكرس كأداة قمع وليس كحماية واستقرار في الحياة وفي ثباتها, وهناك في أحوال كثيرة من حرص على أن يبقى الفعل الخشن في ممارساته من قبل من ينتسبون إلى أجهزة الشرطة والإساءة إليها لدى عامة المجتمع, وكنمط قائم من قبل بعضهم وليس كلهم بالطبع ضد الناس, بقدر ما استمر المزاج الأمني بعيداً عن ردع المقصرين والفاسدين من المسئولين. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك