المسلم الذي ضبط حياته وفق منهج الله : فإن حياته – حركاته لدنياه تُعتبر عبادة ! ألم يقل الرسول صلى لله عليه وسلم: وفي بضع أحدكم صدقة ؟ أي الإتصال الجنسي بين الزوجين عبادة . وهذا مطلوب من المسلم أن يثبت عليه طيلة حياته ..ومهما حصل من زلات فإن الله فتح باب التوبة ولها شروطها ، لكن المسلم العاقل يتحين الفرص والفضائل ، وبتعبير أكثر وضوحاً : إن المسلم العاقل يختار من العبادات ما خف عمله وثقل ثوابه ، وهذا النوع من العبادات له أزمنة – قال صلى الله عليه وسلم: إن لربكم في أيامكم نفحات ألا فتعرضوا لها ..! وفي نظري أن توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اقتناص الفرص ، كأنه يقول للمسلم: أنت تاجر مع الله ...إنطلاقاً من الآية (...فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ) والآية : ( ...هل أدلُكم على تجارةً تُنجيكم من عذابً أليم ) وإذن : فالتاجر الذكي يتحين الفرص ويتنقل في الأسواق ، ويستغل المواسم ويُقدم البضاعة المناسبة حسب الموسم والزمان والمكان ، وهناك نوع من التجار أذكى لا يحملون القاطرات ولا يستأجرون المخازن ، ولا ..ولا..ولا .وإنما يذهب بشخصه فقط ، وحقيقته العادية ولكن فيها – أغلى أنواع الساعات ، والألماس ، وبعض الحُلي الخفيف المطرز بالجواهر الدقيفة ، فيبيع ويربح أكثر وخسارته – خرجيات التسويق ، قد لا تُذكر قياساً بذوي البضائع الثقيلة ، لا لأنها ثقيلة ، وإنما ربما لسوء إدارتهم – دقة التخطيط القائم على دراسة وافية. المسلم الأذكى قلنا آنفاً: إن الأسواق تختلف زماناً ومكاناً وهذا يقتضي من التاجر التخطيط المسبق وهنا يمكن إٍسقاط المثال ،على المسلم الأذكى في سوق رمضان ..فها هو الرسول صلى الله عليه وسلم قد أعطى رمضان خصوصيات في الذكر والعبادات والميزات المختلفة – مثال قوله (خصلتان تُرضون بها ربكم وخصلتان لا غنى لكم عنهما أشهد أن لا إله إلا الله نستغفر ..نسألك الجنة ونعوذ بك من النار) هذا ذكر خاص في رمضان – حد توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم. التعبد المنشود.. الرغبة في التعبد ..( إنا إلى الله راغبون ) ( وإلى ربك فارغب ). الحرص على الوصول إلى رضى الله. الهدوء وضبط النفس. الالتزام بمواعيد العمل ، وقضاء حاجات الناس ، المعاملات فهذا أفضل من ترك المكان والذهاب لصلاة الجماعة في المسجد . إذ يمكن إداء صلاة الجماعة في مكان العمل . وسرعة العودة لقضاء حاجات الناس. هذه النقطة مهمة ...تهيئة الجو قُبيل الغروب قدر المستطاع للاختلاء مع المصحف وتلاوة أسطر فقط مع تأمل وتدبر ، ومالم فالبديل الذكر شرط حضور القلب ، وما لم فالبديل الثالث [ الدعاء ] وما أدراك ما الدعاء . فاطلب من الله في هذه اللحظات أولاً : أن يُلهمك رشدك ويقيك شر نفسك ، ثم وجه مشاعرك وتفكيرك واستحضر ما يهمك من أمر الدنيا والآخرة فادع الله وكرر الدعاء. قد تفوتك هذه الدقائق الثمينة في بعض الأيام . والبديل عنها بعد السحور وقبل الأذان للفجر ، فالقيمة هنا هي القيمة هناك ، فلاتفوت الفرصة. لا تصدق الهرافين أبداً أن هناك من يتلو مصاحف متعددة في رمضان فإذا صح فالله غني عن هذا الهذيان . ولا تصدق أن هذا قد فعله بعض السلف الصالح . نعم يمكنك جمع فضيلتين في آن . مصحف تلاوة عادية ، ومصحف تدبر وتأمل ..ولا مانع أن يكون الأخير هو الأهم أن يأخذ عشر سنين ...لا يهمك الانتهاء بقدر وقوفك وتدبرك. تعهد جيرانك وأقاربك (تصدق_). وقبل هذا وذاك تحلل من المظالم إذا كان لديك مظالم ..ردها ..وإذا كانت من الغيبة والنميمة فاستغفر الله لنفسك ولمن وقعت فيهم من المسلمين. ادعُ الله أن يتقبل منك وأكمل أي عمل بالجد والثناء عليه إذا وفقك. رابط المقال على الفيس بوك